وحول ماهية أهداف الكيان الإسرائيلي من التلويح بتنفيذ خطة الضم، هل الهدف هو التطبيق لهذه الخطة أم هناك أهداف أخرى لهذه الخطة بما في ذلك اقناع ودفع السلطة الفلسطينية للدخول في مفاوضات جديدة قال الزهار : في الحقيقة ان الكيان الصهيوني يهدف الى تنفيذ خطة الضم ولكن بشكل تدريجي أي بنسب قليلة في البداية خشية من اندلاع حالة أمنية ليست في صالحه، وبالتالي يفكر الكيان الصهيوني الان في ضم المستوطنات القريبة من الأرض المحتلة عام 1948 والتي لا يتواجد فيها أعداد كبيرة من العرب وبالتالي يتوفر فيها أمن المستوطنين، لذلك فالكيان الإسرائيلي مع الضم التدريجي وليس الضم الذي يريده ترامب والذي يخدم مصالحه الانتخابية القادمة.
وعن تبعات الضم وخطر انفجار الشارع الفلسطيني والحالة التي سيتسبب بها في الشارع العربي والإسلامي قال الزهار: في الحقيقة ينبغي ان تنفجر الأوضاع وتنقلب ضده ولكن للأسف الشديد ان العالم العربي اما ان يكون متواطئ مع الاحتلال الإسرائيلي او انه غير قادر على ان يقوم بمعارضة ترامب لأسباب معروفة، ولذلك خوفاً من ان يحدث هذا الانفجار بداية في فلسطين المحتلة ومن حولها بعض الدول العربية التي تمثل شعوبها، فهو يحاول في البداية ان يكون الضم تدريجي، قضمة تلوى الأخرى، حتي يستطيع ان يحقق أهدافه المرجوة، ومن الواضح ان الكيان يريد ضم المناطق التي لا تحتوي على سكان فلسطينيين لان الفلسطيني سيحمي المقاومة وأساليب المقاومة في وجه الاحتلال الجديد وبالتالي فالكيان الان يقوم بتلافي هذا الامر.
وفيما يتعلق بتفاصيل خطة الضم وهل ستكون الأراضي التي ينوي الكيان الإسرائيلي مصادرتها أمنة للسكان المستوطنين الصهاينة، قال عضو المكتب السياسي في حركة حماس محمود الزهار ان الهدف الحالي من الضم هو الاستيلاء على منطقة الأغوار بهدف فصل الفلسطيني المتبقي في شرق فلسطين عن الأردن وبالتالي منع أي تواصل ما بين فلسطين المحتلة بعد الضم وبين الأردن، ومن الجنوب غزة ومن الشمال هي مفصولة أساساً ومحتلة وبالتالي فهو يريد أولاً فصل المجتمع الفلسطيني عن خارج فلسطين المحتلة وثانياً فصل المناطق عن بعضها البعض أي ان يكون هناك تجمع فلسطيني في بعض الأماكن محاط من جميع الجهات بمستوطنات والمناطق التي تم ضمها للاحتلال، فيسري عليها القانون كما يسري على المناطق الأخرى تمهيداً لضمها في مرحلة أخرى، وبالتالي فان القضية هي قضمة تلوى الأخرى وليست كل فلسطين دفعة واحدة.
وأضاف ان هذا العمل سيدفع المقاومة الى تفعيل دورها والمشكلة تكمن في السلطة الفلسطينية التي تحكم قبضتها بشدة على المقاومة وبالتالي اذا ارتفعت يد السلطة عن المقاومة فستكون هناك وسائل تستطيع من خلالها المقاومة ان توقف هذه العملية ولربما تتطور الى انتفاضة كبيرة تؤدي الى طرد الاحتلال من المناطق بدلاً من تنفيذ الضم.
وفيما يخص عدم وجود مواقف قوية صادرة عن المجتمع الدولي للحيلولة من عدم تمكن الكيان الإسرائيلي من ابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية قال الزهار: يوجد هناك الكثير من الدول الأوروبية المعارضة لمسألة الضم وهناك العديد من المؤسسات الدولية التي أعلنت رأيها صراحة بأنها ضد الضم ولكن العالم الان منشغل بقضية كورونا وقضاياه الخاصة وخاصة ما يجري حاليا في أوروبا نتيجة لأفعال ترامب والعلاقات التي بدأت تسوء بينه وبين الدول الأوروبية المتحالفة معه، وبالتالي فالمجتمع الدولي بشكل عام منشغل بعدة قضايا منها الاقتصادية والصحية بما في ذلك انتشار فيروس كورونا أكثر من انشغاله بالقضايا السياسية التي تحدث خارج حدوده.
وحول دور الدول الإسلامية عموما والعربية خصوصاً في تشجيع هذا الكيان للاقدام على مثل هذه الخطوة وخاصة دور التطبيع الإعلامي وما يسمونه مؤخراً التعاون والتعامل الإنساني مع كيان الاحتلال، قال: كان هناك موجة تسمى الصهيونية العربية، حيث ان الصهيونية اليهودية مؤثرة في اليهود والصهيونية المسيحية ظهرت في الغرب واخيراً ظهرت الصهيونية العربية في بعض دول الخليج (الفارسي) وغيرها والتي تعتقد ان وجودها وبقاءها في الأنظمة رغم فسادها واعتدائها واجرامها على غيرها، مرتبط بارضاء الجانب الإسرائيلي ومن هنا بدأت الاتصالات السرية وتم تطويرها الى العلنية والتطبيع سواءً كان اعلامي او سياسي وحتى على المستوى الثقافي كما حدث في شهر رمضان الماضي، وبالتالي هذه مرحلة من الانحرافات التي تجري في العالم العربي.
وتابع الزهار بالقول ان الكثير من الدول العربية والإسلامية منشغلة بنفسها حالياً لأن أوروبا شغلتها بحروبها فانظر الان الى أي دولة من الدول العربية والإسلامية وخاصة التي تدعم المقاومة فهي منشغلة بقضاياها الداخلية ومنشغلة بمشاكلها الاجتماعية والاقتصادية وبالتالي فقد اعتبروا هذا الظرف مناسب لهم، ولكنها غيمة وستزول ان شاء لله وستنهض المقاومة في الضفة الغربية وفي القدس وسيتم انتهاء هذه المحنة باذن الله.
وحول تأثير التخاذل العربي والعالمي تجاه القضية الفلسطينية على ارادة المقاومة قال: ان التخاذل الذي يحيط بنا يستدعي المزيد من القوة والصلابة عندنا لكي نستطيع ان ناخذ هذه الموجة الشاذة في تاريخ الامة العربية والأمة الإسلامية الى مسارها الصحيح وبالتالي ان شاء الله سيكون برنامج المقاومة أفضل وأقوى وأكثر صلابة وتأثيراً في المرحلة القادمة لان ما حدث من حولنا خاصة في ظل ظروف كورونا أضعف الصهيونية المسيحية الممثلة في أمريكا وعلاقتها بالاتحاد الأوروبي وأيضاً أضعف الدول العربية المتآمرة والمتعاطية مع وجود الكيان الإسرائيلي بالإضافة الى ضعف الدول التي كانت تنفق أموالها النفطية لصالح الكيان الإسرائيلي، وبالتالي ستكون الصورة أفضل ان شاء الله.