والجيش المصري يتجهز ويتجحفل، لاجتياز الحدود الدولية المصرية-الليبية، بعد أن بدت بوادر الاندحار والهزيمة على فلول مرتزقة اللواء المتقاعد حفتر.
فهذا العسكري المتمرد السبعيني[77عاماً] خاض مواجهات عسكرية ضد الحكومة المركزية المعترف بها دوليا وفي الأمم المتحدة والجامعة العربية ،معتمدا على بقايا بعض كتائب القذافي ، وقبائل المناطق الشرقية الليبية المتاخمة للحدود المصرية ،ومتسلحاً بأسلحة إشترتها له الإمارات والسعودية وأرسلتها له عبر الحدود البرية المصرية والمجال البحري والجوي المصري.
ولما وجدت القاهرة وحليفتاها أن بيدقها وصل إلى مرحلة (كش ملك) وبدأت ميليشياته تندحر وتفقد مواقعها الواحد تلو الآخر؛ قرر السيسي اللجوء إلى السيناريو الصدامي في احتلال الكويت باستصدار دعوة لقواته المتأهبة حالياً، من قبل جلسة صورية لما يسمى ب( برلمان ليبيا ) تناشد فيها السيسي بالتدخل العسكري حفاظاً على الامن القومي المصري والليبي!!
وهناك سيناريو توجيه الدعوة من وجهاء و مشايخ القبائل العربية الليبية التي من المقرر أن تطلق نداءً وتصدر بياناً تستنهض وتستنصر وتستقدم القوات المصرية المسلحة الشقيقة لتقديم العون والقدوم الى سرت والجفرة لحمايتها من الغزو!!!
والغريب في الامر أن الرئيس المصري الذي مافتئ يتلقى الضربات ويفقد الضحايا من العسكريين هنا وهناك، ويعاني من العمليات الإرهابية وقتلاها في سيناء وغيرها، ولا يكاد يسيطر على أوضاعه الداخلية؛قرر أن يستذكر ويستخرج بزته العسكرية وما عليها من الرتب والنياشين، وأنه كان آخر وزير دفاع في حكومة الرئيس السابق محمد مرسي ،فَخانَ قَسَم الولاء وانقلب عليه فجأة ،وألقى به في السجون و المعتقلات حتى وافاه الأجل بما يشبه القتل المتعمد.
المراقبون السياسيون اعتبروا أن السيسي سيُدفع وشيكاً إلى المستنقع الليبي، ويقع في ورطة تشبه ورطة السعودية في اليمن
وصدام في الكويت والاتحاد السوفيتي السابق في أفغانستان مما ينذر بعواقب وخيمة في ضوء تمتع الحكومة الليبية المركزية بالدعم التركي والقطري وحتى الغربي.
ولن تكون للهجوم المصري الوشيك سوى؛ العواقب الوخيمة والخسائر الفادحة وسفك الدم الحرام والمعارك الخاسرة سلفاً بين الاخوة؛
يكون القاتل فيها ملعونا في الدنيا والآخرة.ولن يكون فيها أية نتائج ايجابية وفوائد سوى لمصانع السلاح وبائعيه للبلدين الأخوين المتحاربين ..و لاتَ ساعة مَندَمِ.
بقلم: د.رعد هادي جبارة