وتعهد قاليباف بمواصلة طريق الشهيد الفريق قاسم سليماني على مستوى دعم محور المقاومة انطلاقا من الاولويات المبدئية للثورة الاسلامية مؤكدا على أن مقارعة الاستكبار يعتبر شأنا عقائديا الى جانب كونه مصلحة استراتيجية معلنا (ان مجلس الشورى الاسلامي يرفض التفاوض مع الولايات المتحدة لعدم جدوى ذلك اضافة لاضراره الشاملة).
إن البيان الأول لرئيس مجلس الشورى حدد معالم الاستراتيجية القادمة التي سيعتمدها البرلمان الايراني بتشكيلته الجديدة في مضمار المصادقة على السياسات الاساسية من اجل تجاوز الاخطاء ودعم الايجابيات وبما يؤدي الى صيانة المبادئ الثورية والتحررية للجمهورية الاسلامية.
فطهران تعتقد اعتقادا جازما بان الحفاظ على الاستقلال السياسي والاقتصادي، ضمانة اكيدة لعدم وقوع البلاد في فخ السياسات الاستكبارية الملتوية فضلا عن انه سيبقى هو الحافز على بلوغ مستويات جبارة واعجازية على مستوى تنمية الامكانات الذاتية وتطوير القابليات وتقوية الاستعدادات والجهوزية في جميع الابعاد والميادين.
لقد اثبتت التجارب السابقة عدم فائدة استخدام اساليب اللين والتسامح والتفاوض مع الانظمة الاستكبارية بزعامة اميركا، كما اظهرت الجمهورية الاسلامية امام العالم كله بانّ مصلحتها تكمن في تأمين وحماية مصالح الدول والشعوب التي عانت وتضررت من سياسات الهيمنة الاميركية والصهيونية وما اججته من حروب وصراعات وفتن مذهبية ومؤامرات تكفيرية، وعلى هذا الاساس اشار رئيس السلطة التشريعية السيد قاليباف في بيانه الى أن البرلمان الايراني يعلن وقوفه الدائم الى جانب المقاومة الباسلة في لبنان وفلسطين مؤيدا وداعما حزب الله وحركتي حماس والجهاد الاسلامي، اضافة الى مساندته الدائمة للشعب العراقي وحكومته ومرجعيته الكريمة وللشعب اليمني الذي يكافح عدوانا بربرياً شرساً ويتصدى له ببطولة منقطعة النظير.
وبما أن المعرفة تلعب دوراً حاسماً في توطيد القوة الاقتصادية والسياسية بالبلاد، فقد أكد البيان الاول على أن التفوق العلمي والتطور التقني الذي صنعته النخب الايرانية الخلاقة في البلاد اوجد الارضية لكل انواع التقدم منوها ايضا بدور القوى الجهادية الشعبية في انحاء الجمهورية الاسلامية في التغلب على كل المصاعب والتحديات.
اما على مستوى الامن الوطني والاقليمي والدفاع عن هيبة ايران ومقدراتها ومصالحها الجوهرية فقد اعاد البيان الى الاذهان قضية عدم انتهاء متطلبات الثأر لقائد قوات القدس الشهيد الفريق قاسم سليماني مصرحا (ان تعامل الجمهورية الاسلامية مع اميركا الارهابية تتضمن اكمال مسلسل الانتقام لدم الشهيد سليماني الذي بدأ بضرب قاعدة عين الاسد وتواصل بكسر هيبة الولايات المتحدة وعجزها عن الرد على ايران) مشددا ايضا على (ان هذا التوجه سيكتمل بطرد كل القوات والقواعد الاميركية الارهابية من المنطقة).
ومن الثابت أن تعاظم الدور الاقليمي للجمهورية الاسلامية غدا واضحا ومتزايدا بخطى عملاقة على الساحة الدولية، الامر الذي حول ايران الى رمز للمقاومة للمستكبرين وقوة عسكرية رادعة سلبت من العدو جرأة المساس بالبلاد، وهو وحسب ما ورد في بيان السيد قاليباف، جاء نتيجة للتحرك والسير على هدى تعاليم الامام الخميني الراحل ـ رضي الله عنه ـ وتوجيهات قائد الثورة الامام الخامنئي (دام ظله)، ومن وحي جهاد رجال عظماء من امثال الفريق الشهيد قاسم سليماني.
وفي الختام نقول: إن الصمود الاكثر اتساعا وجرأة وتحدياً هو بحدّ ذاته كان وما يزال الرصيد الاكبر للجمهورية الاسلامية في مقاومة المعضلات الهائلة، وهو ما يجعل مجلس الشورى الاسلامي في دورته الحادية عشر اكثر قدرة على معالجة الاوضاع الاقتصادية المتأثرة في بلادنا بالعقوبات الاميركية الجائرة، عبر التزام الاقتصاد المقاوم الذي ثبت جدواه حتى الان وسيتواصل في المستقبل.
بقلم حميد حلمي البغدادي