توحدت هذه الوسائل الاعلامية المشبوهة خلف كذبة فاضحة حاولت بكل ما تملك من امكانيات لتمريرها الا انها فشلت فشلا ذريعا امام وعي الانسان العربي الذي بات يعرف تفاصيل الاسباب والاهداف التي حركت وتحرك كل ما يجري في منطقتنا وخاصة في فلسطين وسوريا والعراق ولبنان واليمن.
تبخرت جميع ما كان "يميز" بعض الفضائيات الخليجية والممولة خليجيا والامريكية الناطقة بالعربية والاسرائيلية، عن بعضهما البعض في تغطيتها للاخبار، فـ"الجزيرة" القطرية ، "والعربية والحدث" السعوديتان و "سكاي نيوز" الاماراتية و "الحرة" الامريكية ووسائل الاعلام الاسرائيلية، اشتركت جميعها في الترويج لكذبة وكأن غرف الاخبار فيها تعمل تحت مسؤولية رئيس تحرير واحد، فجاء عنوان الخبر كما يلي او قريب منه:" ميليشيا .. تنبش قبر الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز في ادلب" ، وتركنا مكان هوية "الميليشيات" خال لان تلك الفضائيات تعمدت توزيع الهوية على جميع محور المقاومة وحلفائها ، فمنها من قالت "ايرانية" و منها من قالت "سورية" ومنها قالت "لبنانية" وهناك من اعتبرتها "موالية لايران" او "موالية لسوريا" وبعضعا اعتبرتها "روسية"!.
بدأت الموجة الطائفية الخليجية الامريكية الاسرائيلية الجديدة خلال يومين بالارتفاع ، بعد ان تداول "ناشطون"!! على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة تظهر نبش وحرق وسرقة ضريح الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز في قرية دير شرقي قرب معرة النعمان بريف إدلب، "نسبتها" حسابات سورية تابعة للجماعات التكفيرية والمدعومة خليجيا وتركيا، بدون اي دليل الى "ميلشيات إيرانية أو موالية للنظام السوري" ، وهناك من نسبها الى روسيا!!.
هذه الموجة الطائفية الجديدة سرعان ما تلاشت واختفت، لسخف الكذبة وغباء من يقف وراءها، بعد ان حاولوا الصاق فعل وهابي داعشي تكفيري بامتياز، وهو حرق ونبش وسرقة الاضرحة والقبور، بجهات كانت ومازالت من اكبر المدافعين عن التراث الاسلامي والمقدسات الاسلامية، ودفعت في سبيل ذلك عشرت الالاف من الشهداء، الذين سقطوا ايضا في الدفاع عن الثراث والمقدسات المسيحية والانسانية بشكل عام ولها الان اليد العليا على جميع الاصعدة وهي في غنى عن مثل هذه التصرفات المقززة التي جبل عليها اتابع الوهابية فضلا عن الحرمة الدينية.
لم نصف من يقفوا وراء هذه الكذبة الفاضحة بانهم اغبياء هكذا لاننا نكرههم ، لا ، بل لانهم اعادوا للاذهان الفظائع التي ارتكبتها العصابات التكفيرية الوهابية رغم محاولة الكثيرين نسيانها لوحشيتها ، وكذلك اعادوا للاذهان الدعم اللامحدود الذي كانت تلقته ومازالت تتلقاه هذه العصابات من بعض الانظمة الخليجية وعلى راسها السعودية، رغم السجل الدموي لهذه العصابات.
كذبة التحالف الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي السخيفة، اعادت شريط التفجيرات والممارسات الوحشية التي نفذتها عصابات "النصرة" والعصابات الداعشية الوهابية في اذهان الجميع، مثل تفجير قبر نبي الله يونس عليه السلام والامامين العسكريين عليهما السلام وعشرات المراقد الدينية التابعة للسنة والشيعة والمسيحية في العراق، وتفجير التراث الانساني المتمثل باثار الحضارة الاشورية والحضارات العراقية القديمة، ونبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي رضوان الله عليه، وتفجير قبر الصحابي عمار بن ياسر والعديد من الصحابة والاولياء، والتهديد بنبش قبر السيدة زينب عليها السلام ، وتفجير آثار تدمر واقدم خان وفندق وقلعه حلب وتحطيم راس تمثال الشاعر الشهير رهين المحبسين ابو العلاء المعري في سوريا.
اللافت ان هذه الايام تتزامن مع الذكرى السنوية للجريمة النكراء التي ارتكبتها الوهابية السعودية بحق الاسلام والتاريخ الاسلامي عندما هدمت جميع قبور الصحابة في البقيع وسوتها مع الارض، حتى انها ارادت هدم قبر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لولا تدخل العالم الاسلامي، فهل بعد هذا من يشك بالجهة التي تقف وراء هدم ونبش وحرق وسرقة قبر عمر بن عبدالعزيز؟!، لاسيما وان العصابات التكفيرية التي تؤمن بالعقيدة الوهابية محاصرة في ادلب وان ايامها باتت معدودة، وهو ما يدفعها للقيام بكل شيء من اجل اثارة الفتن بهدف اطالة عمرها المشؤوم بعض ايام.
اخيرا، لو كان الهدم والنبش "عادة شيعية" كما يروج الدواعش والتكفيريون الوهابية وجوقة "العربية والحدث والجزيرة والحرة وسكاي نيوز" كذبا وزورا وغباء، لكانوا نبشوا قبر من سن سُنة شتم ولعن امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام 80 عاما من على المنابر ، لا قبر من ألغى هذه "السُنة"!!.
المصدر : قناة العالم الاخبارية