لماذا تحدثت بعض وسائل الاعلام عن وجود شخص اماراتي في القنصلية السعودية في اسطنبول قبيل حضور خاشقجي اليها وماهو دور الامارات ومصلحتها في هذا الاغتيال؟
هل من السذاجة ان يقوم محمد بن سلمان بقتل الصحفي السعودي في قنصلية بلاده في اسطنبول ولماذا لم يتم تصفيته في دولة اخرى غير تركيا علماً بان علاقته مع تركيا في اسوأ حالاتها وان تركيا ستسفيد من ذلك وستكرسه لخدمة مصالحها واجنداتها؟
كنت اراجع العديد من التصورات والفرضيات لاستكناه وحل هذا اللغز ولكن عندما اخبرني الصديق الاعلامي بلال البحراني بوجود فيديو يصور خاشقجي وهو يقول بانه على موعد لاعادة بث قناة العرب الاخبارية من العاصمة القطرية الدوحة تساقطت امامي كل تلك التساؤلات والاحاجي والالغاز سيما وان التقارير كانت قد اكدت ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي العهد الاماراتي محمد بن زايد كانا قد جن جنونهما عندما تم اعلان خاشقجي عن نيته اعادة بث هذه القناة من الدوحة خاصة وان خاشقجي اثنى على سياسة قطر وحريتها والتسهيلات التي قدمتها لاعادة بث قناته من استوديوهاتها.
فبعد وقف بث قناة العرب من المنامة، أعلنت إدارة القناة أن عودتها للبث ستكون، على الأرجح، من عاصمة أوروبية، وكانت العاصمة البريطانية هي بوصلة التكهنات، قبل أن تنتقل إلى قبرص بسبب مناخ الحريات الاعلامية الذي تتمتع بها هذه الدولة المتوسطية وبسبب قربها من العالم العربي، الا ان قناعات خاشقجي كانت خلاف التيار وقرر ان يعاد اطلاقها من قطر تلك الدولة التي يكن لها بن سلمان الكثير من البغض والكراهية ويسعى الى ضمها هي والكويت وسلطنة عمان الى امبراطوريته او حسب رؤيته لعام ۲۰۳۰.
وقديما قالوا: عندما يعرف السبب يبطل العجب لذلك فان قضية اغتيال خاشقجي بذلك الشكل المفجع الذي تحدثت عنه وسائل الاعلام يكشف حقيقة الغضب التي اجتاحت الرياض وابو ظبي خاصة وان الرجل يمتلك الكثير من الاسرار بحكم موقعه في الاسرة الحاكمة وانه صندوق اسرار ال سعود كما ان خاشقجي وحسب المقربين منه ينظر باحتقار الى ولي العهد محمد بن سلمان ويرى فيه شخص غير كفوء.
اما السؤال الاهم لماذا لم يدرك خاشقجي طبيعة الخطر بعد قراره التصالح مع الدوحة رغماً عن انف بن سلمان وهل استدرج عن عمد من قبل استخبارات دولية وعدته او صورت له انه في امان وان لا احد يجرؤ على لمس اظفره؟ هذا ما يمكن فهمه من خلال وجود خطيبته معه كما يمكن فهمه من خلال ما اشيع عن قدرات ساعة ابل التي يحملها وكما قيل عن وجود اجهزة تنصت تركية داخل القنصلية السعودية في اسطنبول ..
واخيراً فان توزيع الكعكة بين امريكا وتركيا واطلاق سراح القس الامريكي تزامناً مع الاحداث الاخيرة كلها كافية للكشف عن ان خاشقجي كان مشروع استثمار امريكي – تركي نجح فعلاً والخاسر الوحيد هو بن سلمان وهذا ما يذكرنا بقضية لوكربي وما ترتب عليها من اثار واستحقاقات لم تنتهي الا بسقوط القذافي، واليوم ماجرى في قضية خاشقجي انما هو عمل استخباراتي مرتب ومنظم ومدروس لتحقيق الكثير من المكاسب والمصالح الدولية ولتباع السعودية ونظامها في بازار النخاسة.
جهاد العيدان//اذاعة طهران العربية