نقدم هنا كيفية الحد من الضرر الذي يطال البشرة نتيجة استعمال الكمامة باعتبارها أفضل وسيلة لمحاربة انتشار فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد-19".
تقول الكاتبة جوستين فيتري، في تقريرها الذي نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، إنه منذ بداية انتشار الوباء اضطر الكثيرون لارتداء الأقنعة الطبية طوال اليوم، ولكنهم لاحظوا تأثيرها على بشرتهم.
ويعتمد جزء كبير من سكان العالم الأقنعة الطبية كوسيلة للحماية من فيروس كورونا والحد من انتشاره. وقد يكون ارتداء القناع لوقت قصير مقبولا، ولكن يصبح الأمر صعبا بالنسبة لمن يعملون به طوال اليوم.
وبما أن بشرة الوجه من أجزاء الجسم التي لا نغطيها عادة، يؤدي ارتداء القناع إلى تفاعل البشرة وتكون مظاهر ذلك مختلفة ومتعددة.
يذكر العديد من الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي انزعاجهم من ارتداء القناع دون نفي فائدته. وبعيدا عن الانزعاج التنفسي الذي يشعر به البعض، على غرار الشعور بالحرارة وغيرها، فإن للكمامة تأثيرا على البشرة مثل احمرار وظهور بثور صغيرة.
وترى اختصاصية التجميل ماري ديبولان أن "التهيج والحكة وانتشار البكتيريا بسبب الحرارة والرطوبة الناتجة عن التنفس، كلها نتائج منطقية لهذه العادة الجديدة".
وبحسب الطبيب غوتييه دوات، فإنه من الضروري التمييز بين الأسباب والعواقب، مشيرا إلى أنه "حتى لو أن هناك عددا قليلا من الدراسات حول هذا الموضوع، فإن رد الفعل الرئيسي للبشرة هو التهيج الذي يظهر في نقاط الاتصال بالقناع".
وأكد دوات أنه عادة ما يحدث تهيج خفيف مثل فرط الحساسية والاحمرار والحكة أو جفاف البشرة، مشيرا إلى أن المشاكل تتفاقم نتيجة "حبس البشرة" الذي يؤدي إلى الرطوبة وترقق الجلد، ونتيجة لذلك "يمكن أن تتطور الأمراض الجلدية الموجودة مسبقا مثل حب الشباب أو العُدّ الوردي أو التهاب الجلد الدهني"، ولا يجب تجاهل التوتر والقلق المرتبطين بالوضع الجديد.
ونبه الطبيب إلى أن ارتداء القناع لفترات طويلة وبشكل متكرر قد يزيد من خطر الإصابة بالإكزيما التلامسية، وهي حالة تصيب الجلد ومن أعراضها احمرار الجلد وتقشره، بالإضافة إلى الحكة والحرقان، ويحدث هذا نتيجة تعرض حاجز البشرة لتلف بسبب مواد مهيجة.
ولكن هل من الممكن الحد من هذه الآثار الجانبية من خلال اختيار نوع القناع الذي نرتديه؟ يجيب دوات في هذا الصدد مؤكدا أن "الأقنعة القطنية هي الأفضل للبشرة إذا كانت تلبي معايير الحماية".
ويقول دوات إن هناك العديد من التدابير ينصح بها الأطباء للحد من الآثار الجانبية لارتداء القناع، على غرار منح الوجه بعض الوقت ليتنفس خلال تغيير القناع كل أربع ساعات، أو مسح الوجه بالقليل من المياه الحرارية، ثم ترك البشرة تجف قليلا قبل إعادة القناع.
ومن بين الطرق الأخرى لمنع تهيج البشرة استخدام العلاجات التجميلية الجلدية. وفي هذه الحالة، قد يكون تكييف روتين العناية بالبشرة الخاص بك مفيدا من أجل توفير مزيد من الحماية.
وتنصح اختصاصية التجميل ديبولان بتوفير الحماية اللازمة لكل نوع بشرة، على غرار عمل طبقة خفيفة من كريم العناية على البشرة الدهنية قبل ارتداء القناع. أما الأشخاص ذوو البشرة مفرطة الحساسية، فينصحون بكريمات حماية توفر لهم طبقة عازلة.
ويوصي الأطباء بوضع كريم مرطب قبل نصف ساعة إلى ساعة من ارتداء القناع، وذلك لمنح البشرة الوقت لامتصاص الكريم بشكل جيد.
وحسب دوات "ينصح بوضع كريم الحماية على المناطق الحساسة في الوجه. كما أنه يمكن استخدام كريم ترميم الخلايا على المناطق التي تعاني من آثار جانبية".
وفي جميع الحالات، من الضروري اتباع روتين يومي صارم، واختيار كريمات مناسبة لنوعية البشرة. أما فيما يتعلق بكريمات الوقاية من الشمس فهي غالبا ما تكون دهنية ما يؤدي إلى تمدد مسام البشرة، لذلك يمكن الاستغناء عنها عند ارتداء القناع. ومع ذلك، لا يجب تجاهل المناطق غير المغطاة بالقناع.