فمن خلال مقاربة الاحداث خلال الاسابيع القليلة الماضية على الساحتين السورية والعراقية بما يتعلق بجماعة داعش وارهابييها, يمكن قراءة عدة نقاط تكشف الوجه الاحتلالي للتواجد الاميركي في العراق.
بداية في الاجراءات.. لا يمكن نكران الدور الاميركي في احداث الفوضى والاضطرابات التي شهدتها السجون الخاضعة للاكراد, والتي تضم عناصر الجماعة الارهابية, هروب عدد من عناصر الجماعة ومن ثم نقلهم اميركيا -حسب مصادر عدة- الى القواعد الاميركية لادخالهم للعراق. الامر الذي اكده عناصر من الجماعة الارهابية تم اعتقالهم على يد القوات الامنية العراقية.
كما ان الادوات والاسلحة والامدادات الهائلة التي استخدمتها العناصر الارهابية الفارة في هجومها الارهابي على القوات الامنية, تطرح كما كبيرا من التساؤلات حول مصدر هذه الاسلحة, فيما اكد مصدر عسكري ميداني في الحشد الشعبي ان الاسلحة والمعدات قامت القوات الاميركية بتأمينها للارهابيين, كما قدمت لهم الدعم اللوجستي والمعلوماتي.
أما في الأهداف.. فيمكن رؤية البصمات الاميركية في الاحداث من خلال قراءة بعض الاهداف المفترضة.
فبالحديث عن الحشد الشعبي الذي بات قوة كبيرة في مواجهة التواجد الاميركي في العراق, كان لا بد لواشنطن من وضع حد لهذه القوة المتنامية بوجهها ووجه اغراضها في العراق.
ومن اجل تحقيق هذا الغرض الاميركي, لجأت أميركا الى العمل على اعادة انتاج جماعة داعش في البلاد, وتقويتها للوقوف بوجه الحشد الشعبي, واستهلاك قدراته في مواجهتها بدلا من اميركا.
ولكن فيما لا شك فيه هو ان الحشد الشعبي لن يسمح بتمرير الخطط الاستعمارية الاميركية في العراق, ولا تزال قواته عقبة بوجه هذه المخططات وعثرة في طريق اعادة داعش الى الوجود في البلاد, من خلال عملياته العسكرية المستمرة في ملاحقة الفلول الارهابية على مساحة العراق كاملة.
وفي الرسائل التي ارادت واشنطن ارسالها من خلال هذه الاحداث, يمكن ان نقرأ رسالتين واضحتين منفصلتين الى كل من البرلمان العراقي والحكومة العراقية القادمة.
في رسالتها الى البرلمان, تحاول واشنطن افهام البرلمان بأن قرار اخراج القوات الاميركية الذي صادق عليه البرلمان مؤخرا من شأنه اعادة الفوضى والاضطرابات الى البلاد.
اما في رسالتها الى الحكومة, فهي مطالبة حكومة الكاظمي اذا ما شكلت, بتشريع بقاء قواتها في العراق, واستمرار عملها في البلاد.
من خلال هذه العجالة, يمكن جيدا تتبع بصمات الاميركي في كل الاحداث المريرة التي شهدها العراق مؤخرا, وهي احداث لا يمكن ان تصدر الا عن احتلال وفكر استعماري خلف كل هذا.
بقلم: ابراهيم شربو