حتى اولئك الذين لم يكونوا من اهل الايمان ومن المصلين او المواظبين على الطاعة وفعل الخير بل حتى العاصين و...
حتى هؤلاء تمتد اعناقهم وترتفع ايديهم وتتروض نفوسهم -ولو لساعات- نحو السماء انتظارا لرحمة الله وبركات عفوه ورضوانه.
الطموح كبير لانه من الله الاكبر ولانه هو العفو والرحيم (فلم ار مولى كريما اصبرَ على عبدٍ لئيم منك عليّ يارب)
كل هذا جميل
ولكن الاجمل ان يجيد المرء كيف يتلقى هذا العطاء من الله وذلك بتطهير انائه وتنظيفه ليكون اهلا لنزول رحمة الله عليه.
فان الله سينشر فيضه للعباد (كل بحسب انائه) حسب الاناء الذي يقدمه ويطلب فيه شكلا ومضموناً لان الله سيستجيب للمضطر والمظلوم والمتواضع واليتيم والفقير والمريض والتقي اكثر من اجابة الشقي والظالم والمتهتك والمتكبر ووو,,,
اذن ونحن نتطلع لاستنزال بركة الله ونحن في اوائل هذا الشهر فلنهيئ ما يليق بنزول رحمته علينا وقد سئل النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم عن افضل الاعمال في هذا الشهر (شهر رمضان) فقال:
((الورع عن محارم الله))
اشارة الى تطهير الاناء والاستعداد لتلقي العطاء الالهي بتطير الروح كي تسمو لاستنزال البركة.
لان الطعام يطيب اذا كان باناء نظيف لائق وهكذا نرى انه لا يستقر الماء بالاناء المثقوب ويتغير طعمه بالاناء الملوث وهكذا...
وقد يتحقق التحضير والتطهير بالعزم على اتخاذ خطوات قد يصارع بها الانسان نفسه في البداية وكل واحد منا بصير بعيوبه وضعفه لو اختلى مع نفسه وان كابر وانكر،
((بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره))
فلتكن البداية منّا مع بداية الشهر الكريم
((واذا {سالك} عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع {اذا دعاني}...))
((أمن يجيب المضطر {اذا دعاه}...))
(({ادعوني } استجب لكم))
الاستجابة تاتي بعد السؤال وهي مشروطة {اذا دعاه، اذا دعاني ،ادعوني، اذا سالك،}
اذن منا البداية ومنه القبول.
صوما هنيئا ودعاءً مستجابا واعمالا مقبولة
ودفع الله عنكم البلاء من كل وباء وسوء وارجوكم الدعاء
عبد الحليم الزهيري
بغداد شهر رمضان المبارك1441