ورصد العلماء الألمان غيوما ساطعة غير عادية يسببها فيروس كورونا المستجد على حافة رئتي المصاب، وتسببت هذه الظاهرة بارتباك العلماء وحيرتهم، حيث ما زال خبراء الفيروسات لا يستطيعون فهم طبيعة جينوم الفيروس "الشريط أو المحتوى الوراثي".
واعتقد الخبراء في البداية أن فيروس كورونا له سلوك مشابه لفيروس السارس في جسم الإنسان، لكن النتائج أتت مخالفة لكل التوقعات، حيث أوضح الخبراء، أن الفيروس بمجرد وصوله إلى الجهاز التنفسي السفلي يخترق خلايا الرئة، فيتسبب بالتهاب شديد بسبب محاربته من قبل جهاز المناعة، ولكن بشكل مختلف وغريب تماما عما ألفه الأطباء في الالتهابات الرئوية العادية.
وصرح رئيس قسم أمراض الرئة في مستشفى دوناوستوف الألماني، ميشائيل بفايفر، أنه من المحتمل جدًا أن تتجمع كمية أقل بكثير من السوائل في الرئتين في المرحلة الأولى من فيروس كورونا المستجد، مقارنةً بالالتهاب الرئوي الكلاسيكي.
وقال "بفايفر": "صور الأشعة المقطعية تظهر على شكل غيوم بيضاء ساطعة، ما يشير إلى احتباس السوائل في الرئة، وهذه المناطق المضيئة توجد بشكل رئيسي على حافة الرئتين على شكل غيوم بيضاء"، وبحسب الخبراء فإن هذه المناطقة ليست كثيفة لدى مصابي فيروس كورونا مقارنة بمصابي الالتهاب الرئوي الكلاسيكي.
وذكرت الأبحاث، أن المصابين يعانون من نقص حاد في الأكسجين بالرغم من قدرتهم على التنفس، بعكس مرض السارس الذي يشعر فيه المرضى بضيق تنفس شديد.
وجدير بالذكر، أن محررة الشؤون الطبية في صحيفة "شبيغل أونلاين"، إيرين بيريس، قالت: "حتى كريستيان دروستن، كبير خبراء الفيروسات الألمان ويعمل في مستشفى شاريتيه في برلين، اعتقد في مرحلة أولى أن قوة عدوى الفيروس ليست كبيرة جدا".
كما رجح الخبراء أنه يستهدف بشكل رئيسي الجهاز التنفسي السفلي وبالتالي على الفيروس أن يجتاز كل الحواجز ويصل أولا إلى الرئتين قبل أن تحدث العدوى، غير أن الإصابات الأولى التي سُجلت في ألمانيا أكدت للأطباء والخبراء أنهم كانوا على خطأ.