وفي هذا السياق ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن حملات الاعتقال التي يشنها ابن سلمان ضد أمراء الأسرة الحاكمة، طال آخرها الأمير فيصل بن عبدالله آل سعود نجل العاهل السعودي الراحل.
والأمير فيصل كان قد تولى رئاسة الهلال الأحمر السعودي، ونقلت الصحيفة عن 3 مصادر مقربة من العائلة -لم تذكر أسماءهم- أن توقيف الأمير حدث يوم 27 مارس2020.
أسرة الأمير فيصل هي الأخرى لم تمتلك أدنى فكرة عن سبب احتجازه، بحسب تقرير “نيويورك تايمز” الذي أشار إلى أن ضباط أمن جاؤوا إلى منزله قرب الرياض وأخبروه بأنه مُصاب بفيروس كورونا المستجد (كوفيد -19).
نفس المصادر أكدت أن الأمير نفى أن يكون مُصاباً، “بل وأكد أنه كان يعيش في عزلة على أي حال”، لكنه مع ذلك اعتُقِل. وقال المقربون الثلاثة منه إن أسرته لم يَرِدْها شيء منه منذ ذلك الحين، ولا تعرف سبب أو مكان احتجازه.
تشير الصحيفة وفق ترجمة “عربي بوست” إلى أن اعتقال الأمير فيصل بن عبدالله يثير تساؤلات، إذ لم يكن من الشخصيات التي تتمتع بأي سلطة أو نفوذ كبير، على خلاف أمراء آخرين اعتقلهم وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، منذ ارتقاء والده العرش في عام 2015، عندما كان يوطد موقعه باعتباره الحاكم الفعلي للمملكة.
وأضافت أن الأمير فيصل، الذي يعيش منتصف عقده الرابع، “لم يقم بشيءٍ يُذكَر للفت الانتباه العام”، مضيفةً أنه سبق وأن تم احتجاز الأمير فترة قصيرة في فندق الريتز كارلتون عام 2017.
أحد المقربين منه قال إن الأمير فيصل تنازل عن بعض أصوله المالية للحكومة مقابل الإفراج عنه، وكان يعيش منذ ذلك الحين على ما تبقّى من ثروته.
وسبق أن شهدت المملكة، في منتصف سبتمبر 2017، توقيف عشرات الأشخاص بينهم كُتّاب وصحفيون ورجال دين، أبرزهم الداعية المعروف الشيخ سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري.
وكانت “نيويورك تايمز” أزاحت الستار أيضا عن تفاصيل جديدة تكشف لأول مرة، بخصوص اعتقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لابنة عمه الأميرة بسمة بنت سعود، التي أحدثت ضجة واسعة قبل يومين بنشرها تغريدات قالت فيها إن حالتها الصحية تتدهور داخل سجنٍ شديد الحراسة بالقرب من الرياض، وحذفتها بعد ساعات من نشرها.
ووفقا لما ذكرته الصحيفة الأمريكية فإن الأميرة بسمة ابنة شقيق العاهل السعودي الملك سلمان، تلقت تهديدات من الديوان الملكي إن لم تكِل المديح لابن عمها الأمير محمد بن سلمان.
تقرير “نيويورك تايمز” كشف أن ذلك حدث قبل أن يتم اعتقال الأميرة ذات الـ57 عاما في سجن شديد الحراسة بالعاصمة الرياض.
واعتقال الأميرة بسمة بنت سعود في فبراير 2019، أثار الكثير من التساؤلات، وقالت الصحيفة إن الأميرة لم تكن تلك الشخصية التي تتمتع بالنفوذ والسلطة، أو تمثل تحدياً للأمير محمد بن سلمان، الذي يتوقع على نحو كبير أنه الحاكم الفعلي للمملكة الآن.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن أحد المقربين من الأميرة بسمة -لم تذكر اسمه- قوله إلى أن مقابلة أجرتها الأميرة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في العام 2018 أوقعتها في أزمة.