السؤال هو: لماذا هذه الدول الثلاث فقط؟!.
ما الذي يمنع الشيخ من إضافة دول أخرى اضطهدت وتضطهد المسلمين فعلا مثل الهند وبورما التي تنكل بالمسلمين الروهنجا؟!.
أم أن الشيخ سيكتفي بهؤلاء ضمن المرحلة الأولى من العقاب الإلهي الذي سيلحق حتما بالكفرة أعداء الدين (وسنوافيكم بالتفاصيل في الخطبة التالية)؟!.
أعداء الله أم أعداء الشيخ؟!.
هما شيء واحد فمن غضب عليه الله غضب عليه الشيخ والله سبحانه قد استودعه سره أثناء (لقاء جمعهما بالواد المقدس طوى) وأخبره بمن هو راض عنه ومن هو غاضب عليه ومن قرر أن يهلكه بالكورونا ليبقى الشيخ وحده هو وحزبه.. حزب الله المفلحين!!.
ألم يقل سبحانه (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) أي أن الخير والصحة والعافية يمكن أن يكون اختبارا من الله تماما كما المرض سواء كان كورونا أم غيره؟!.
ألم يبتلى نبي الله أيوب عليه السلام بمرض طال سنين عددا وأفقده أهله فالتجأ إلى الله ليكشف عنه الضر (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) فلماذا يريد الشيخ أن يحتفظ لنفسه بابتلاء النعمة والعافية ويعتقد جازما أن مرض الآخرين لا يمكن إلا أن يكون عقابا لهم على كفرهم حسب زعمه!!.
لو كان البقاء أطول فترة على قيد الحياة بصحة وعافية وشهية كاملة عنوان الرضا الإلهي فما هو الفارق بين الإنسان والحيوان ولماذا رفع الله تبارك وتعالى مكانة الشهداء الذين يتركون الدنيا بزخرفها وزينتها بإرادتهم ويبحثون عن النعيم الأبدي في جنة عرضها السماوات والأرض.
لو كان دوام الصحة وامتلاء البطن عنوانا على الرضا الإلهي فلماذا ذم الله تبارك وتعالى هذا الصنف من المخلوقات وشبههم بالحيوانات (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ)؟!.
الشماتة وعقل الدجاجة!!
في صراعات الاعتقاد لا مجال لهذا النوع الرخيص والتافه من الشماتة!!.
على مدى التاريخ كان تمسك البشر بدينهم وعقيدتهم نابعا من قناعة ذاتية وليس نابعا من الآثار المترتبة على هذا الاعتقاد خيرا كانت أم شرا ضرا كانت أم نفعا!!.
ألم يخاطب الله سبحانه المؤمنين بقوله (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)؟!.
ألم يقل عز من قائل (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)؟!.
هل قتل أصحاب الأخدود بسبب غضب الله عليهم أم لأنهم تمسكوا بإيمانهم؟!.
فلماذا يعتقد الشيخ جازما بعكس ما يقوله القرآن أن الابتلاء في النفس والمال دليل على صحة المعتقد وليس دليلا على فساده مثلما يزعم هو وبقية المخابيل ؟!.
وعلى أية حال فإن ما يتعرض له المسلمون من ظلم واضطهاد في هذا البلد أو ذاك يحتاج قطعا إلى موقف قوي متضامن معهم وليس لمزيد من التفرقة والتشرذم من خلال سب ولعن إيران كما يفعل ذلك الأحمق الأنوك وكل من على شاكلته.
لا نتمنى شيئا على هذا الصنف من الكائنات التي لا تسمع ولا تعقل وهم من قال فيهم رب العزة (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا).
أخيرا علمنا أئمة أهل بيت النبوة عليهم السلام أن ندعو عقب كل صلاة بهذا الدعاء: اَللّـهُمَّ اَدْخِلْ عَلى اَهْلِ الْقُبُورِ السُّرُورَ اَللّـهُمَّ اَغْنِ كُلَّ فَقير، اَللّـهُمَّ اَشْبِعْ كُلَّ جائِع، اَللّـهُمَّ اكْسُ كُلَّ عُرْيان، اَللّـهُمَّ اقْضِ دَيْنَ كُلِّ مَدين، اَللّـهُمَّ فَرِّجْ عَنْ كُلِّ مَكْرُوب، اَللّـهُمَّ رُدَّ كُلَّ غَريب، اَللّـهُمَّ فُكَّ كُلَّ اَسير، اَللّـهُمَّ اَصْلِحْ كُلَّ فاسِد مِنْ اُمُورِ الْمُسْلِمينَ، اَللّـهُمَّ اشْفِ كُلَّ مَريض، اللّهُمَّ سُدَّ فَقْرَنا بِغِناكَ، اَللّـهُمَّ غَيِّر سُوءَ حالِنا بِحُسْنِ حالِكَ، اَللّـهُمَّ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَاَغْنِنا مِنَ الْفَقْرِ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَديرٌ .
وقولوا للناس حسنا.
دكتور أحمد راسم النفيس