وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن الجميع اليوم باتوا يصابون بالذعر عند شعورهم بضيق النفس. ولكنْ في الواقع، هنالك أمراض أخرى لا تقل خطورة عن فيروس كورونا، قد تسبب هذه المشاكل في التنفس؛ إذ إن الشعور بالألم أو نقص الهواء، إضافة إلى السعال المنهك، والشعور بالإرهاق بعد القيام بالأعمال اليومية، كلها قد تكون مؤشرات على الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، الذي يعاني منه كثيرون دون أن يدركوا ذلك أو يتوجهوا إلى الطبيب.
وتوضح الصحيفة أن أصحاب بعض المهن يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهذه الحالة، مثل مصففي الشعر والطباخين. إضافة إلى ذلك، فإن المدخنين يواجهون خطرا كبيرا، ولذلك وجب توضيح الفرق بين فيروس كورونا وهذا المرض المزمن.
وتقول الصحيفة، إنه في حال وصول المواد السامة إلى الرئتين، فإن الإنسان يعاني من نوع من الالتهاب. وتقول إلينا سيمينوفا، أخصائية أمراض الجهاز التنفسي في مستشفى مدينة موسكو العام، إن هذا الأمر يحدث مع جميع المدخنين، ولكن فقط أولئك الذين يعانون من مشكلة الانسداد الرئوي المزمن، عند إصابتهم بالتهابات تظهر لديهم مواد تقتل الخلايا والأنسجة المحيطة بها.
وتضيف هذه الطبيبة، "إن حدوث هذه التفاعلات هو أمر مدمر لصحة الإنسان، حيث إنه يؤدي لأضرار كبيرة في مستوى الشعب الهوائية والحويصلات والأوردة الرئوية. والإنسان الذي يعاني من أعراض هذا المرض، وخاصة قصر النفس، عليه أن يكون حذرا لأن الأضرار الناجمة عن هذه الحالة تكون دائمة."
وتضيف هذه الطبيبة، أنه في 80 أو 90 بالمائة من الحالات، يكون سبب الإصابة بهذا المرض هو التدخين. حيث إن هذه العادة السيئة تسبب اختلالات في وظائف عديد الأعضاء الحيوية في الجسم، مثل القلب الذي يصاب بالنوبات وأمراض القلب التاجي والأوعية، ومشاكل المعدة والمثانة والدماغ.
وتؤكد هذه الطبيبة أن مرض الانسداد الرئوي المزمن، يعد من أمراض النصف الثاني من العمر، حيث إن أغلب من يصابون به يتجاوزون عمر الأربعين، ولكن يجدر التنبيه إلى أن بعض الشباب أيضا معرضون للإصابة به، وذلك بسبب انتشار عادة التدخين منذ سن المراهقة.
وتقول إن المدخنين اعتادوا على السعال في كل صباح، وهم يعتبرون هذا الأمر طبيعيا وليس علامة مرضية. ولكن ما إن يبدؤون بالشعور بقصر النفس، ويلاحظون أن هذا الأمر بات يعيق مزاولتهم لحياتهم بشكل طبيعي، يهرعون إلى المستشفى للخضوع للكشف الطبي. والمشكل هو أن هذه المرحلة التي ينتبه فيها الشخص إلى أنه يعاني من هذا المرض، تكون الأضرار على مستوى الرئتين قد حدثت بالفعل ولا يمكن إصلاحها.
وحول الفرق بين مرض الانسداد الرئوي المزمن والربو، تقول الطبيبة، إن طبيعة الالتهاب في هذين المرضين مختلفة تماما؛ إذ إنه عند الحصول على العلاج المنتظم والمناسب، فإن الربو القصبي لا يزعج الشخص على مدى السنوات أو حتى طيلة حياته. أما الانسداد الرئوي، فهو يتطور بشكل متواصل، ويؤدي لانتفاخ الرئة وضيق القصبة وضيق الشعب وتلف الأوردة، ومن ثم يسبب ضعفا في التبادل الغازي.
وتؤكد الدكتورة إيلينا سيمينوفا ضرورة القيام بالتشخيص في أسرع وقت ممكن، الذي يتمثل بالأساس في قياس التنفس، وهو اختبار لمعرفة قدرات الرئتين وقياس كمية الهواء التي تخرج عند الزفير. كما يجب القيام باختبار اللعاب للكشف عن الالتهابات في الجهاز التنفسي، أو وجود البكتيريا والفيروسات. وفي الحالات المتقدمة، يتم إجراء اختبار للدم من أجل قياس نسبة الأكسيجين، كما يخضع المريض للتصوير بالأشعة، الذي يكشف عن تشوهات وتغييرات في شكل الشعب الهوائية وأنسجة الرئة.
وهنالك بعض العلاجات المتوفرة لهذا المرض، حيث يصف الأطباء أدوية موسعة للشعب الهوائية تساعد على استنشاق الهواء بشكل أكبر، وهو ما يمنح المريض شعورا فوريا بالراحة. والاستعمال المنتظم لهذه الأدوية على مدى أيام الأسبوع يمكن المريض من مزاولة الأنشطة الرياضية، والشعور بتحسن ملحوظ خلال فترة من ستة أشهر إلى سنة. ولكن، يجب في كل الأحوال مواصلة استخدام الدواء مدى الحياة، بما أن الضرر الواقع في الرئتين لا يمكن شفاؤه، ولذلك؛ فإن الأدوية تساعد على تحسين الشعور والقدرات التنفسية، ولكن لا يمكن الاستغناء عنها.
وحول سبل الحماية من هذا المرض، تنصح الطبيبة بتجنب الوظائف التي تتضمن استنشاق مواد خطيرة، أو على الأقل استخدام الأجهزة التنفسية. وفي مكان العمل يجب توفر التهوية اللازمة، وتركيز أجهزة تنقية الهواء وترطيبه. ولكن، تبقى أهم نصيحة هي الابتعاد عن التدخين.