في هذا المضمار ثمة تعبئة وطنية شاملة لمكافحة هذا الفيروس عبر التوعية الصحية الشاملة الى جانب تعقيم المنشآت والمحطات العامة واخضاع المشتبه بهم للحجر السليم ومعالجة المرضى لحين تشافيهم تماما حيث تمارس ايران انشطتها بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية التي ثمنت انجازات الجمهورية الاسلامية على مستوى التعامل مع الحالات القائمة.
ودعا قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام الخامنئي (دام ظله) في حديث تلفزيوني جميع المواطنين الايرانيين الى الالتزام بالتعليمات الصادرة عن المسؤولين للوقاية من المرض مشيدا بجهود العاملين في القطاع الصحي من الاطباء والممرضين وتضحياتهم الكبيرة معتبرا ما يقدمونه من خدمات جهادا في سبيل الله تعالى.
واوصى سماحته بوجوب التعامل مع هذه الازمة في اطارها الطبيعي دون افراط او تفريط مؤكدا على ان جميع امكانات الدولة والقوات المسلحة (الجيش والحرس الثوري) معبأة بشكل تام في هذا الاتجاه.
لقد قُيّض للجمهورية الاسلامية ان تكون باستمرار في مواجهة مختلف التحديات، وقد اظهرت حتى الان نجاحاً لافتا في تجاوزها او تحويلها الى فرص للابداع وتحقيق المكاسب الخلاقة، وفي هذا قال سماحة قائد الثورة (ان التجربة التي خلفتها هذه الازمة في اطار تعاون الشعب والخيّرين مع الاجهزة الصحية هي بمثابة دفاع وطني عام جدير بالاكبار وسيسجل على انه انجاز في كيفية تحويل البلاء الى نعمة والتحدي الى فرصة).
من المؤكد ان النجاح والتطور الذاتي مترافقان ويأتيان معا، كما ان الازمات والمحن تؤدي الى خوض الصعاب لبلوغ الطريق الى حياة افضل، وقد حققت الجمهورية الاسلامية اشياء كثيرة تولدت من رحم المعاناة والضغوط، لانها لم تقف عاجزة عن المواجهة، كما ان ثقافة المجتمع الايراني قائمة عموما على التحدي وتخطي المشكلات التي قد يُتصور انها مستعصية.
ان ثقافتنا الصحية تستند الى ارضية عقائدية تؤمن بما قدّر الله عزوجل ، لكنها تؤمن ايضا بانه ما من شكلة إلا ولها حل، وعلى هذا الاساس كان الشعب الايراني المؤمن منذ بداية (ازمة الكورونا) آذانا صاغية لتوصيات اجهزة الدولة التي لم تدخر وسعاً وجهداً وتضحية للتصدي لهذا المرض ومنع شيوعه بشكل اكبر .وقد صرح نائب وزير الصحة رضا ملك زادة ، بان ايران بطاقاتها البشرية الناشطة في المجال الصحي وبكوادرها المتخصصة الكفوءة وبالتكاتف مع الشعب قادرة على مكافحة هذا الفيروس وتجاوزه بسلام وباقل نسبة من الخسائر.
بشكل عام اخذ فيروس كورونا ينتشر في مختلف بلدان العالم بنسب متفاوتة منذ ظهوره في الصين ، وهناك حرص دولي على مكافحته بكل الطرق المتاحة والمستحدثة بعيداً عن تلك المشاعر المجنونة التي حاولت التشفي من الدول التي اصابها هذا البلاء ، لان واقع الحال تعكس حاجة المجتمع الدولي الماسة الى التضامن والتكافل لتخليص البشرية من هذه الازمة.
بقلم حميد حلمي البغدادي