– فضحَ الدور التركي في دعم وتسليح الجماعات الإرهابية في سوريا وفي خارج سوريا، ومشاركة وحدات ومشاة من الجيش التركي بالقتال مع صفوف الارهابيين، وهذه المعلومات ليست فقط من منشورات او توجيهات الدعاية الروسية او السورية او الإيرانية، وانمّا حقائق ووقائع موثقّة لدى الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية والغربية، وعلى اساسها ولاعتبارات أخرى يتبنى الرئيس الامريكي موقفه تجاه توسلاّت اوردغان بدعم أمريكي عسكري سريع، خاصة في بيع او إعارة منظومة الباتريوت الدفاعية .
– خسرَ الرئيس اوردغان ثقة الجميع، الأصدقاء والخصوم، خسِرَ ثقة الرئيس ترامب كما خسِرَ ثقة الرئيس بوتين، ادركَ جميع الرؤساء الأوربيين استغلال وتوظيف الرئيس اوردغان لملف اللاجئين السوريين، ومحاولته ابتزازهم بمصائب و عاناة اللاجئين، ولولا الاحتلال التركي للأراضي السورية ، والدعم اللامحدود للجماعات المسلحة والإرهابية وجبهة النصّرة لما سادت الفوضى وانعدام الامن والنظام في منطقة أدلب، ولما اضطر المواطنون السوريون الى اللجوء هرباً من الحرب والقصف والقتال.
– فقدَ الرئيس اوردغان الكثير مِنْ رصيده الشعبي والسياسي، وظهُرَ عجزه عن الوفاء بالتزاماته وتهديداته العسكرية حين أمهلَ الجيش السوري مُدّة زمنية للانسحاب من المناطق التي حرررها ،تنتهي المدة اليوم ٢٠٢٠/٢/٢٩، حيث سارعَت القيادة الروسية بتوجيه ضربات جويّة قاسية، أدت الى قتل العشرات من الجنود الأتراك، والذين كانوا يقاتلون جنباً الى جنب مع الإرهابين، وحسب البيان الرسمي الروسي. القصف الروسي كانَ بمثابة إنذار للرئيس اوردغان قبل نهاية المدة، ونعتقد بأنَّ الرئيس اوردغان قد استلمَ الرسالة وفهِمَ المقصود، لاسيما لم يتلقْ الرئيس اوردغان دعماً سياسياً او عسكرياً لا من امريكا و لا من حلفاءه او شركاءه في الناتو، غير تصريحات في المواساة والتضامن.
هل تقدم امريكا على تسليم الباتريوت الى تركيا؟
لن تسّلم امريكا السلاح المطلوب الى تركيا ،بالرغم من الاتصالات التي جرتْ بين الرئيس اوردغان والرئيس ترامب، حيث رفض الرئيس ترامب بيع او الإعارة من اجل البيع . سببان يفسران او يبرران الموقف الامريكي:
الأول هو لأمريكا شروط، ينبغي الالتزام بها او الامتثال اليها من قبل تركيا، وفي مقدمة هذه الشروط التخلي عن السلاح الروسي وعن التفاهم الروسي الإيراني، ومن بين الشروط أيضاً ترطيب او تطييب الأجواء مع حلفاء امريكا في المنطقة وهم المملكة العربية السعودية ومصر و"اسرائيل"، والأسهل والممكن لتركيا هو "اسرائيل" طبعاً . والسبب الثاني هو قناعة امريكا بعقم الدور التركي في سوريا، امريكا لا تعّول كثيراً على الدور التركي في سوريا وتعتبره دوراً فاشلاً لعلاقته الوثيقة بالإرهاب، ولقصرهِ وعدم فاعليته تجاه الدور الروسي والإيراني، ولتصادمه مع الموقف الكردي، المدعوم امريكياً.
هل سيقدم الناتو على السماح لتركيا بنشر بطاريات الباتريوت التي تعود لإسبانيا و المتواجد على الأراضي التركية؟
لن يوافق الناتو على السماح لتركيا بنشر بطاريات الباتريوت المتواجدة على اراضية والتي تعود الى اسبانيا، رغم الطلب الرسمي التركي بذلك. قرار الناتو لا يمكن ان يكون دون موافقة امريكية.
يسعى الآن الرئيس اوردغان الى الحصول على منظومة دفاع جوي من أوكرانيا ، و لا نعتقد بنجاح مسعاه.
لن ينفذ الرئيس اوردغان تهديده ويُقدمْ على شنِ هجوم كبير على الجيش السوري، لما مرَّ ذكره من اسباب، ولفشله في تأمين الغطاء الجوي لقواته.
سيضطر الرئيس اوردغان الى العودة الى الخصم الصديق الروسي، سيجد في كفوف الرئيس بوتين ماءاً يمسحَ به غبار وعار أدلب. سيفرض، وبلياقة دبلوماسية، الرئيس بوتين شروطه على اوردغان، وفي مقدمة هذه الشروط تسليم تركي بلزومية تحرير كامل الأراضي السورية وبسط الدولة السورية نفوذها وسيادتها على كامل أراضيها، وانهاء تواجد الجماعات المسلحة والعودة الى اتفاقية أظنة لضمان الامن القومي التركي واحترام السيادة السورية.
المصدر: رأي اليوم