وفي هذا الصدد، كتبت زينب باهرامي، الطالبة الايرانية في قسم الهندسة البيئية والصحية بجامعة كيوتو اليابانية، مقالا يتطرق للأسباب التي تقف وراء تضخيم دعاية الخوف من فيروس كورونا:
وقالت زينب: "أنا لست طبيبة؛ بل أنا متخصصة في علم الأوبئة، لذلك انا لا امتلك معلومات طبية حول طبيعة هذا الفيروس لكنني اريد التحدث حوله من البوابة العلمية المتعلقة بتخصصي الدراسي. وقبل كتابة هذا المقال، تشاورت مع طبيب متخصص يمتلك مشفى لمعالجة الافراد المشتبه بحملهم فيروس كورونا والامراض الفيروسية الاخرى، كما قرأت تقارير دكتور تاكايما الذي يعمل بشكل طوعي حاليا في السفينة السياحية التي تحمل على متنها العديد من حاملي هذا الفيروس.
تعمل جامعتنا عن كثب مع "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" في الولايات المتحدة؛ وهو تقريبا يُمثل أم علم الأوبئة ومزود بمناهج الصحة العامة والمواد البحثية، وانا أضع بين يديكم معلومات مأخوذة من موقع هذا المركز. فخلال شهرين من ظهور فيروس كورونا، تم حجر مدينة ووهان الصينية الكبرى صحيا وعزلها، وأصيب عشرات الآلاف من الأشخاص بهذا الفيروس وفقاً لاحصائيات منظمة الصحة العالمية، لكن عدد الوفيات في الصين البالغ عددهم مليار ونصف المليار نسمة هو أقل من 2500 شخص، في حين كانت عدد الوفيات، أقل بكثير في بقية دول العالم. وقال الدكتور توموكي إن العديد من الوفيات في الصين لم تكن بسبب الضعف المناعي، بل بسبب القلق والخوف الشديد الذي عطل نظام المناعة لدى الناس، وبالتأكيد تحاول العديد من الدول، بما فيها اليابان، ان لا تُطلع الرأي العام على البيانات والإحصائيات والمعلومات الدقيقة وذلك لأسباب تتعلق بالحفاظ على المصالح الاقتصادية. لذلك، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض ومنظمة الصحة العالمية، تسبب هذا الفيروس القاتل في مقتل أقل من 2000 شخص في الصين وحول العالم.
والآن لنتطرق إلى فيروس الأنفلونزا، حيث تشير الاحصائيات الرسمية الى وفاة اعداد كبيرة جدا قياسا بوفيات فيروس كورونا وذلك خلال آخر ثلاثة أشهر فقط في الولايات المتحدة الأمريكية. ووفقًا لتقرير مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي، اصيب في الأشهر القليلة الماضية وحدها، في البلد الذي يبلغ عدد سكانه 330 مليون نسمة، عشرات الملايين بمرض الأنفلونزا وبلغ عدد الوفيات جراء هذا المرض، بين 12 و 16 ألف حالة وفاة.
كما أن الوفيات الناجمة عن الأنفلونزا شملت جميع الفئات العمرية، لكن وفيات كورونا، وفقًا للدكتور تاكاياما، لا تمثل سوى 1 في المائة من كبار السن الذين يعانون من الأمراض المزمنة. وأن احتمال إصابة شخص ما بالأنفلونزا وربما الموت، عن طريق ملامسة مواطن أمريكي، أكبر بعشرات الأضعاف مقارنةً بإصابة الشخص بفيروس كورونا وملامسة شخص صيني أو أي شخص مصاب.
لكن هل تم تقييد الرحلات الجوية الأمريكية؟ وهل وُضعت امريكا تحت الحجر الصحي؟ وهل يجرؤ أحد على الاحتجاج على هذا الوضع؟ وفقًا للدكتور توموكي، فإن وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم قد حرفت الرأي العام نحو كورونا ونسى الناس تمامًا الخطر الأكبر والأخطر أي الإصابة بالأنفلونزا.
أن الاقتصاد الصيني كبير وقوي لدرجة أنه إذا ما انهار، فسوف تنهار معه العديد من الدول الآسيوية اقتصاديا، بما في ذلك اليابان، بالإضافة إلى فتح الطريق أمام الدول الغربية. وقد أدرك الشعب الياباني والحكومة للتو الخطر ويحاولان الان السيطرة على الهالة الإعلامية المثارة تجاه فيروس كورونا، على الرغم من أن الأوان قد فات. وقد انخفض عدد السياح الصينيين واليابانيين في جميع أنحاء العالم، مما يشكل إنذارًا خطيرًا لأولمبياد اليابان الذي ستغيب عنه الصين وتحملهم الخسائر.
لكن ما سبب الوفيات التي سبّبتها الأنفلونزا في أمريكا مع وجود علاج لهذا المرض؟ ان أمريكا لديها واحدة من أسوأ الأنظمة الطبية وأنظمة التأمين الصحي في العالم وان تكاليف استخدام سيارة الإسعاف فظيعة لدرجة أنه في بعض الأحيان يكون من الأسهل بالنسبة للعائلات، ان يتوفى أحبائهم بدلاً من استخدام خدمات الإسعاف والمستشفيات.
ألقوا نظرة على إحصائيات مركز السيطرة على الأمراض الأمريكية مرة أخرى، كانت وعود المرشحين الأميركيين تتمحور حول توفير رعاية طبية وتأمين صحي للجميع، في حين ان في الصين الشيوعية، يتمتع جميع الأشخاص بالتأمين الصحي دون استثناء. أعتقد اعتقادا راسخا أن الصين وبقية العالم تُمارس ضدهم لعبة سياسية واقتصادية أمريكية قذرة للغاية في النقاش الدائر حول مرض فيروس كورونا".