نشرت صحيفة أميركية، تقريرا بشأن الحد من انتشار فيروس "كورونا" حيث استندت إلى دراسة أعدها المركز الصيني لمكافحة الأمراض، أظهرت أن الرجال يتأثرون بفيروس كورونا أكثر من النساء.
ووجد الباحثون الصينيون خلال الدراسة التي نشرت أمس الأحد، 23 شباط 2020، ان معدل الوفيات كان 2,8 في المئة بين الرجال مقارنة بـ 1,7 في المئة بين النساء، وذلك يؤكد أن المناعة لدى النساء أثبتت نجاحها في مواجهة فيروس كورونا أكثر مما هي عليه لدى الرجال.
وتشير الدراسة التي اعتمد الباحثون فيها على تحليل بيانات مرضى في مدينة ووهان الصينية، بؤرة فيروس كورونا، إلى أن البالغين وكبار السن وخاصة الرجال هم الأكثر تأثرا بالفيروس، كما ربطت الدراسة بين نتائجها ونتائج دراسة أخرى نشرت في 2003 وأظهرت أن معدل الوفيات بين الرجال كان أكثر بـ 50 في المئة مما هو عليه عند النساء بين المصابين بمرض "السارس".
ومات أكثر من 32 في المئة من الرجال المصابين بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية والتي لها أعراض مشابهة لكورونا، مقارنة مع 25,8 في المئة من النساء.
وفي عام 1918 كانت معدلات الوفيات من الذكور أعلى من الإناث بسبب وباء الإنفلونزا.
ويرى الباحثون أن هناك عدوة عوامل بيولوجية وأخرى سلوكية ترتبط بمدى تأثر الرجال أكثر بمثل هذه الفيروسات من النساء، حيث أفادت صبرا كلاين، وهي باحثة من كلية "جونز هوبكنز بلومبرغ" للصحة العامة، ان الاختلاف في نمط التأثر بالفيروسات رأيناه عند العديد من الإصابات في الجهاز التنفسي، حيث تكون لدى الرجال نتائج أسوأ، وحتى مع الفيروسات الأخرى كانت المناعة لدى النساء أفضل.
فيما ترى جانين كلايتون، مديرة مكتب البحوث حول صحة المرأة، أن هناك شيئا ما في الجهاز المناعي للإناث يجعلهن أفضل، إذ تكون الاستجابة المناعية لديهن أقوى بعد التطعيم.
وأوضح التقرير إلى أنه هناك بعض العوامل البيولوجية لدى النساء إذ يمتلكن هرمون "الأستروجين"، الذي يلعب دورا هاما في المناعة، خاصة وأنهن يمتلكن كروموسومات (X) والتي تحتوي على جينات ترتبط بالمناعة.
وأظهرت تجارب أجريت على فئران أن الذكور منهم تأثروا أكثر بفيروس سارس وكورونا من الإناث، والتي ترتفع فرص الإصابة بها مع تقدم العمر.
ووجد الباحثون أن التأثر بالفيروسات يختلف حسب الجنس في المجتمعات، والتي تختلف فيها السلوكيات الصحية بين الرجال والنساء.
ويوجد في الصين أكبر عدد من المدخنين في العالم، وبما يزيد عن 316 مليون شخص، وهم يمثلون ثلث المدخنين حول العالم، ويستهلكون 40 في المئة من التبغ، وحوالي نصف الرجال في الصين من المدخنين مقارنة مع 2 في المئة من النساء.
كما يعاني الرجال في الصين من معدلات عالية من أمراض السكري والضغط أكثر من النساء، وكلاهما يضاعف فرص الإصابة بفيروس كورونا.
وذكر التقرير أنه رغم أهمية غسل اليدين للوقاية من الفيروس، فإن العديد من الأبحاث وجدت أن الرجال وحتى العاملين في مجال الرعاية الصحية أقل اهتماما بغسل الأيدي واستخدام الصابون من النساء.
جدير بالذكر ان آخر حصيلة لضحايا كورونا في الصين القارية باستثناء هونغ كونغ وماكاو تعد نحو 77 ألف إصابة و2442 وفاة.