ونتج هذا الحدث الكارثي، الذي أطلق عليه اسم "الموت العظيم"، عن انفجار بركاني هائل استمر لما يقرب من مليون عام، في سيبيريا.
وحتى الآن، لم يكن العلماء متأكدين من كيفية قضاء "انفجارات البازلت" على نسبة كبيرة من الحياة الأرضية، لأن النشاط البركاني السابق المسجل، لم يقتل عددا مماثلا من الأنواع الحية في أي مكان على الأرض.
واعتبر البعض أن الانفجار البركاني أدى إلى انتشار ضباب كثيف عبر الأرض، منع وصول أشعة الشمس إلى سطح الكوكب.
ومع ذلك، كشفت دراسة جديدة عن إطلاق المواد الكيميائية المنبعثة من الثوران، خزانا كبيرا من المواد الفتاكة في الهواء، ما أدى إلى تجريد الأرض من طبقة الأوزون، التي تحمي سكان الكوكب من أشعة الشمس المميتة.
ودرس علماء مركز أبحاث علم الصخور والكيمياء الجيولوجية في andœuvre-lèsNancy، فرنسا، الصخور في عباءة الأرض العليا لتحديد السبب، وقام العلماء بتحليل التركيب الكيميائي للأصباغ العميقة والأجزاء الصخرية من الغلاف الصخري، وهو جزء من الكوكب يقع بين القشرة والوشاح، الذي تم رصده بواسطة الصهارة المنتشرة إلى السطح خلال الثورات البركانية.
ومن خلال تحليل العينات القديمة، حاول العلماء تحديد تركيب الغلاف الصخري، ليجدوا أن الغلاف الصخري السيبيري كان محملا بكميات كبيرة من الكلور والبروم واليود، قبل حدوث فيضانات البازلت، ويبدو أن هذه المواد الكيميائية، وجميع العناصر من مجموعة الهالوجين، تختفي بعد فترة قصيرة من الانفجار البركاني المدمر.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، مايكل برودلي: "استنتجنا أن الخزان الكبير للهالوجينات، التي تم تخزينها في الغلاف الصخري السيبيري، انتشر عبر الغلاف الجوي للأرض أثناء الانفجار البركاني، ما أدى إلى تدمير طبقة الأوزون وتسبب في الانقراض الجماعي".
وتجدر الإشارة إلى أن الحدث المعروف باسم "الموت العظيم"، تسبب في القضاء على 95% من الحياة البحرية و70% من الحياة على الأرض، قبل 252 مليون سنة.
وتنحدر جميع أشكال الحياة الأرضية من حوالي 10% من الحيوانات والنباتات والميكروبات، التي نجت من حدث الانقراض الجماعي.