وجاءت كلمة السيد القائد الحكيمة لتحددّ العنوان العريض لاحداثيات المرحلة القادمة الذي هو (وجوب تحرّر المنطقة من السيطرة الاميركية تماماً وازالة السرطان الاسرائيلي من غرب آسيا والى الابد).
لقد نوّه قائد الثورة الاسلامية الى قضية استشهاد الفريق قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس ورفاقهما الابطال باعتبارها حدثاً تاريخيا وحّد الايرانيين والعراقيين في تظاهرات مليونية لا نظير لها موضحاً؛ انّ دكّ قاعدة عين الاسد الاستراتيجية بالصواريخ الايرانية الدقيقة مَسَحَ عجرفة اميركا بالتراب، وأعلى شأن الجمهورية الاسلامية في نفوس ابناء الأمة الاسلامية كافة.
هذه التطورات المهمة كانت من ايّام الله تعالى بما للتسمية من ابعاد معنوية عظيمة على مستوى تغيير موازين القوى لصالح قوى التحرر والصمود والمقاومة وهي تتصدى لغطرسة استكبارية تجاوزت جميع الخطوط الحمر في عصرنا الحاضر.
إنّ أكوام المعطيات والمكتسبات التي ستظهر مستقبلا بعد ازاحة الستار عن نتائج القصف الصاروخي الصاعق في عين الاسد واربيل، وبعد إماطة اللثام عن آثار الصفعة الايرانية المدوية التي تلقتها اميركا الإرهابية، ستثبت للرأي العام العالمي حقيقة وصف السيد القائد للعملية بأنها من أيام الله التي جعلها الباري عزوجل مبعثاً لشموخ الامة الاسلامية كافة وليس ايران فحسب.
من المؤكد ان اميركا لن تجني شيئا من المناورات الخادعة التي اعقبت حادثة الطائرة الاوكرانية المنكوبة للتقليل من شأن استشهاد القادة الاخيار والمسيرات المليونية التي خرجت لتشييع الشهداء العظماء وتخليد ذكراهم ، ولا من شأن الضربات الصاروخية المظفرة على قاعدة التآمر والارهاب الدولي المنظم .
فلقد انبرى الشعب الايراني المجاهد بمشاركته الضخمة في صلاة الجمعة بطهران ليجدّد البيعة لقائد الامة سماحة الامام الخامنئي (دامت بركاته) مذكراً اميركا والاطراف الاوروبية المعادية للجمهورية الاسلامية، بأنّه لن يتراجع عن جهوزيته ولن يتخلى عن عهده في ادامة مسيرة الشهيد الكبير الفريق الحاج قاسم سليماني الذي كافح الفتنة التكفيرية الكبرى واطاح بمؤامرة داعش الاميركية في جميع الجبهات حتى لقى وجه ربّه راضياً مرضياً باغتيال آثم وجبان نفذته حكومة الولايات المتحدة المجرمة على ارض العراق الحبيب.
ومن الواضح ان الشعب الايراني وقائد الثورة المعظم اعطيا درسا بليغا آخر للشيطان الاكبر يستبطن التلاحم والانسجام والتماسك في مجابهة التحديات والتهديدات الاميركية ـ الغربية التي تتربص بالجمهورية الاسلامية.
وازاء ذلك فان احلام العصافير في عقول الاميركي والاوروبي والصهيوني لن تنجح في اختراق هذا التضامن المقدس عبر تحريك بعض المرتزقة والعملاء والجهلاء هنا وهناك للاساءة الى الشهداء الابرار والتغطية على الانتصارات الباهرة، اذ ان الوقائع اثبتت استحالة ان يفرّط الشعب الايراني المؤمن والصبور بمآثره الخالدة وتضحياته الفذة تحت تأثير الدعايات السياسية والاعلامية الغربية الزائفة وتحريضات الفئات المضللة الفاسدة .
فكما سوف نرى فإن الجمهورية الاسلامية المباركة ستدخل الى العالمية الخيِّرة بكلّ عزة واقتدار وستكون عوناً لكل المستضعفين في الارض بهمّة قيادتها الربانية وتفاني شعبها المجاهد.
بقلم: حميد حلمي البغدادي