وفي العشرينات من عمره، أسس لواء "41 ثأر الله" عام 1980 خلال الحرب العراقية الإيرانية، ثم تولى في تسعينات القرن الماضي قيادة الحرس الثوري في محافظة كرمان الحدودية مع أفغانستان، قبل أن يعيّن قائداً لفيلق القدس في 1998 خلفاً لأحمد وحيدي.
القائد الذي لم يعرف الجلوس خلف طاولة مكتب، دأب على العمل العسكري الميداني، متنقلاً من جبهة إلى أخرى طوال 40 عاماً، تارة تراه في صلاح الدين العراقية خلال استعادة تكريت من داعش، وتارة تراه في البوكمال آخر معاقل داعش في سوريا، ومرة يكشف أنه كان برفقة السيد حسن نصر الله والشهيد عماد مغنية في الضاحية الجنوبية خلال حرب تموز، وأخرى يجتمع بالقيادات الفلسطينية في لبنان، حيثما مر سليماني، رسّخ الانتصار.
إنجازاته الكبيرة، خاصة خلال الأعوام الـ 10 الأخيرة، حوّلت الجنرال نادر التصريحات، إلى مادة رئيسية لنشرات الأخبار والمقالات والأفلام الوثائقية، حتى استحق أن يقلده مرشد الثورة الإيرانية، الامام علي الخامنئي وسام "ذو الفقار"، وكانت المرة الأولى التي يُمنح بها هذا الوسام منذ قيام الجمهورية الاسلامية الإيرانية.
ومع تزايد قوته العسكرية من ناحية، وشعبيته الكبيرة لدى الشعب الإيراني والشعوب المقاومة للنفوذ الأميركي، خاصة بعد دوره الرئيسي في القضاء على تنظيم داعش في العراق وسوريا، واسقاط الخطط الأميركية التي كانت معدة للبلدين، وضعته الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب في نيسان/ أبريل 2019.
"إسرائيل" من جهتها، اعتبرته الشخصية الأخطر، ووضعته على رأس قائمتها للاغتيالات، بالإضافة إلى الشهيد بهاء أبو العطا، والسيد حسن نصر الله، وفعلاً تم احباط مخطط عربي-عبري لاغتيال سليماني في تشرين الأول/اكتوبر الماضي.
القائد الشهيد، لم تحد بوصلته عن القدس يوماً، ولطالما أعلن في تحدٍ لواشنطن وحلفائها، أن نزع سلاح المقاومة وهم لن يتحقق، وأعرب في أكثر من مناسبة عن أمنيته أن يتوفاه الله شهيداً مقاوماً، وكان له ما تمنى حين اغتالته الولايات المتحدة فجر اليوم.
الشهيد قاسم سليماني هو من مواليد 11 من اذار/ مارس لعام 1955. انضم إلى حرس الثورة الاسلامية في عام 1979. وبعدها بعام انضم الى ساحة الجهاد في الحرب التي شنها نظام صدام حسين على ايران في حين كان لا يزال في العشرينات من عمره. وشارك في معظم العمليات الرئيسية. وقد أصيب بجروح بالغة في عملية طريق القدس.
وبعد الحرب وخلال التسعينيات، شغل منصب قائد حرس الثورة الاسلامية في مقاطعة كرمان. وفي عام 1998 تم تعيينه قائدا لفيلق قدس في الحرس الثوري خلفا لأحمد وحيدي وهي وحدة قوات خاصة لحرس الثورة الاسلامية في ايران. وفي عام 2011 تمت ترقية الشهيد سليماني الى رتبة لواء من قبل قائد الثورة الاسلامية في ايران اية الله السيد علي خامنئي.
وبعد احتلال جماعة داعش الوهابية لمساحات كبيرة وواسعة في العراق وسورية، قام الشهيد اللواء قاسم سليماني، بمساعدة كلا البلدين في محاربة الجماعة الارهابية وكان مشرفا شخصيا على الكثير من المعارك مع ارهابيين ما ادى في النهاية الى هزيمتهم في كلا البلدين، وكان دائما في ارض المعركة.
والشهيد اللواء قاسم سليماني اكد دائما ان دعم القضية الفلسطينية وفلسطين مستمر، لأن هذا موقفٌ مبدئيٌ، أصولي وعقائدي يؤمن به. وان فلسطين ستظل معتقداً لديه. الشهيد قاسم سليمان كان يلقب بالشهيد الحي لانه خاض العديد من الحروب والمعارك الصعبة والقاسية بدون خوف او تردد وكان طلبه الاول هو الشهادة في سبيل الله.
وفي عملية غادرة قامت الولايات المتحدة بشن عدوان على محيط مطار العاصمة العراقية بغداد واستهدفت سيارة كانت تقل الشهيد اللواء قاسم سليماني، فنال الشهادة وهو على طريق الحق، وكان اصدق تفسير لقوله تعالى من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.