هذه ليست المرة الاولى التي ترتكب فيها القوات الامريكية مثل هذه الجرائم ولن تكون الاخيرة كما جرى التنويه في البيان الصادر عنها بعد العدوان. التامل في هذه الجريمة واهدافها وموعد تنفيذها ومكانها وغيرها من الامور الاخرى تشير الى ان امريكا لازالت مصرة على عدوم قبول حقيقة ان احتلالها للعراق قد انتهى، ولذلك ترى من حقها يقوم كبار مسؤوليها ( ترامب ، بنس و ...) بزيارات غير معلنة للعراق دون التنسيق حكومة هذا البلد ودعوة كبار مسؤوليها للقائهم في القواعد الامريكية ! وان تحول سفارتها وقنصليتها في العراق الى مركز للتجسس واثارة التوتر والاضطرابات وبالطبع انتهاك السيادة الوطنية العراقية وفي نفس الوقت الادعاء بانهم لم يخرقوا اي قانون.
ومهما كان فان التدبر بشان بعض الامور في هذا الخصوص امر لابد منه وهو:
اولا: العدوان الذي شنته امريكا امس على قواعد كتائب حزب الله في القائم كشف عن ان العدو الرئيس لامريكا في العراق من وجهة نظرها هو الحشد الشعبي وهذا ما اكدته رسميا بعد عدوان البارحة .
ثانيا: في حين انه وخلال الاضطرابات التي شهدها العراق خلال الاونة الاخيرة ، حاولت وسائل الاعلام الامريكية والمؤتمرة بإمرتها سواء الغربية و العربية والعبرية ، النيل من شعبية الحشد الشعبي وتهميشه من خلال وضعه في مواجهة الشعب العراقي ، وهو ما فشلت فيه ، فان امريكا تسعى من خلال هجوم البارحة الذي تذرعت بانه ياتي ردا على الهجوم الذي قيل ان عناصر الحشد الشعبي قامت به قبل ايام واستهدف قاعدة " كي 1 " الامريكية في كركوك ، الى تقديم الحشد الشعبي على انه عنصر مزعزع للامن في العراق . الطريف في هذا البين ان امريكا نفذت هذا المخطط ولازالت حيال حزب الله لبنان بصورة اكثر صلافة . هذا في حين انه بناء على رؤية الشعب العراقي لاسيما بعد تجربة "داعش" قوات الحشد الشعبي تعد العنصر الرئيس لامن الشعب العراقي كما ان هذا الامر يعد من البديهيات بالنسبة لحزب الله في لبنان .
ثالثا: تاكيد واصرار امريكا على استهداف مقرات الحشد الشعبي في منطقة القائم المحاذية للحدود السورية دون المقرات الاخرى واستهداف محور القائم - البوكمال على وجه الخصوص يأتي بهدف الانتقام وايصال رسالة مفادها انها تناهض تواجد قوات المقاومة العراقية والايرانية في سوريا وتعلن وتؤكد للمرة الالف عن معارضتها لأي تواصل بري بين العراق وسوريا ولبنان ، وذلك لأنه بناء على استرتيجية المقاومة التي تعتمدها هذه الدول، فان التواصل البري مع بعض سيجعلها قادرة على الوصل بين البحرالابيض المتوسط و الخليج الفارسي .
رابعا: النقطة الاخيرة هي ان موعد شن هذا الهجوم يأي بالتزامن مع الفراغ السياسي الذي يعيشه هذا البلد والاضطرابات التي تعصف به، فضلا عن وجود حكومة تسيير اعمال ورئيس مردد في الحضور الى محل عمله ، واختلاف الرؤي بشان الشخصية التي يمكنها تولي زمام الامور حتى الانتخابات المقبلة واستمرار بعض حالات الانفالات الامني و.. جميع هذه الامور قد تكون شجعت امريكا على انتهاك السيادة الوطنية العراقية . ختاما ما ينبغي قوله هو ان ما حدث بالامس كان بمثابة اعلان حرب ضد العراق وليس الحشد الشعبي.