مع اقتراب نهاية هذا العام، تتردد أنباء مختلفة عن الاختبارات الصاروخية لكوريا الشمالية، وقد زاد عدد هذه التجارب إلى حد أنها فقدت بعض جاذبيتها. ومع ذلك، لا يزال جيران كوريا الشمالية والولايات المتحدة ينظرون إلي ذلك بحساسية بالغة.
حتى أن وزير الدفاع الأمريكي قال في هذا الصدد إنه يعتقد أن بيونغ يانغ ستواصل تجاربها إذا لم تشعر بارتياح تجاه الأوضاع. وإذ أشار إلي أنه يرصد تطورات كوريا الشمالية منذ ما يقرب من 25 عامًا، قال إنه ينبغي أن تؤخذ هذه القضية على محمل الجد، ويتم التفاوض بشأن الوصول إلي طريق لنزع السلاح.
رغم وجود الكثير من الجدال اللفظي بين كبار المسؤولين الأمريكيين والكوريين الشماليين في الماضي، ولكن للمرة الأولى منذ عام وبعد اجتماعات عديدة بين الزعيمين، اتخذت بيونغ يانغ في الأيام الأولى من هذا الشهر موقفاً ضد دونالد ترامب بشكل صريح وحاد.
ورداً على تهديد ترامب بالعمل العسكري ضد كوريا الشمالية، قالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية إن نهج الرئيس الأمريكي في إعادة انتهاج سياسة التوتر والجدل، ربما يكون بسبب تفاقم حالة "الغباء والحماقة" لديه.
وفي الحالة الأحدث، ردَّت كوريا الشمالية لانتقادات الولايات المتحدة لوضع حقوق الإنسان في هذا البلد، حيث قال متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية إنه "إذا تجرأت الولايات المتحدة على مواجهة حكومة كوريا الشمالية بالاستناد إلي حالة حقوق الإنسان، فستدفع ثمناً باهظاً".
يري البعض أن مثل هذا السلوك ليس مناسباً من شخص مثل زعيم كوريا الشمالية، وقد لا يُفاجأون كثيراً بتوجيه أوصاف إلي "كيم جونغ أون" مثل القزم والغبي. ولكن هل حقاً أن الزعيم الكوري الشمالي لا يستحق تولي السلطة، وهو شخص عديم الخبرة يقود مستقبل البلاد عبر قراراته إلى الخراب؟
يستكشف "تشيونغ مين لي" في كتابه "الملك المنعزل: لعبة كيم جونغ أون الخطرة"، شخصية الزعيم الكوري الشمالي. وهو يعتقد أن الزعيم الكوري الشمالي، على الرغم من كونه شابًا، يسعى لمحاكاة "دنغ شياوبنغ" (أحد القادة السابقين في الصين).
وعلى الرغم من أن الكثير من الناس يتصورون "كم جونغ أون" شخصيةً شبيهةً بالرسوم المتحركة، إلا أنهم في الحقيقة أمام شخص مختلف تمامًا. قد تبدو تصفيفة شعره مضحكةً ولا تتماشى مع الديكتاتوريين المعتادين، ولكنه ذكي للغاية وقاسٍ في الوقت نفسه. وقتله لزوج عمته وأخيه غير الشقيق والعديد من مسؤولي المخابرات، يظهر أنه قد حكم البلاد بقبضة حديدية منذ عام 2011.
كما أن اهتمام رئيس أمريكي بالتواصل مع الزعيم الكوري الشمالي هو أيضًا مسألة تبدو طريفةً للكثيرين. إذ يعد ترامب أول رئيس أمريكي يدخل كوريا الشمالية، ويعلن أمام الكاميرات عن بداية فصل جديد في العلاقات بين البلدين، وحل النزاعات النووية بينهما. وهو الأمر الذي لم يحدث، ومن غير المرجح أن يحدث في المستقبل القريب. والسبب هو نظرة كوريا الشمالية المختلفة تمامًا حول نزع السلاح ومطالب الولايات المتحدة بشأن الأسلحة النووية.
إن السبب وراء "لا" الصلبة التي تقولها كوريا الشمالية، هو أن كيم جونغ أون لا يستطيع تجاهل الأحداث التاريخية التي وقعت لقادة مثل معمر القذافي أو صدام حسين. يسأل الزعيم الكوري الشمالي نفسه أنه هل كانت ليبيا والعراق تتعرضان للهجوم من قبل الولايات المتحدة لو كان لديهما أسلحة نووية؟
هذه هي القضية التي حذر الخبراء ترامب منها مرارًا وتكرارًا، ولكن يبدو أن اهتمام ترامب بالتواصل مع الزعماء السلطويين، جعله يصر علي التقاط الصورة التذكارية مع كيم جونغ أون. ورغبة ترامب في الارتباط بأشخاص مثل فلاديمير بوتين ومحمد بن سلمان والزعيم الكوري الشمالي قد تكون بسبب هذا الأمر.
سبب هذا الاهتمام هو أن ترامب مفتون بالقدرة ومشغوف بالسلطة، وبالتالي فهو معجب بهؤلاء الأشخاص، رغم أن مجتمعاً مثل الولايات المتحدة لا يسمح له باتخاذ القرارات مثل شخصياته المفضلة. وربما أصبح هذا الاهتمام الشخصي نقطة ضعف بالنسبة لأمريكا في المفاوضات، ويمكن لقائد كوريا الشمالية الشاب والساذج في الظاهر أن يحقق مطالبه.
بقي أقل من 10 أيام حتى نهاية هذا العام، وعلينا أن ننتظر نتائج المفاوضات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. حتى الآن، لم يكن أي من الطرفين على استعداد لتقديم تنازلات، وقد واصلت كوريا الشمالية تجاربها الصاروخية رغم استمرار العقوبات الأمريكية، حتي أنها هددت واشنطن أنه على البيت الأبيض أن ينتظر العواقب إذا لم تصل المفاوضات إلي أي نتيجة في نهاية هذا العام.
فما هي المفاجئة التي أعدَّها كيم جونغ أون لترامب كهدية عيد الميلاد؟
موقع "الوقت"