من يقرأ الحكم الصادر عن النيابة العامة السعودية بحق منفذي جريمة استدراج خاشقجي الى قنصلية بلاده في اسطنبول ومن ثم قتله وتقطيعه وحرقه ومحو جسده، سيخرج حتما بذات النتيجة التي توصلنا اليها.
اليوم وبعد كل الضجة التي اثارتها السعودية حول استقلالية القضاء السعودي وعدل ونزاهة هذا القضاء وبعده كل البعد عن التاثيرات السياسية، نطقت المحكمة السعودية باحكامها بحق المتهمين، حيث تم الإفراج عن أحمد العسيري نائب رئيس المخابرات السابق، المسؤول عن إدارة العملية واختيار واعداد الفريق الذي نفذ الجريمة، لعدم كفاية الأدلة.
وتم الافراج ايضا عن القنصل العام السعودي السابق بإسطنبول، محمد العتيبي، الذي شارك في استدراج خاشقجي للقنصلية وشارك وغطى على الجريمة برمتها، وتم حرق جثة خاشقجي في فرن منزله، لعدم كفاية الادلة.
اما العقل المدبر للجريمة والتي تم تنفيذها وفقا لتعاليمه، سعود القحطاني المستشار الإعلامي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فلم تجرأ المحكمة من توجيه اي اتهام له.
وفي محاولة ابعاد شبهة ان يكون الخاشقجي انتحر في القنصلية قال النائب العام السعودي إن المحكمة قضت بإعدام 5 وسجن 3 آخرين لمدة 24 عاما، الا انه استدرك قائلا ان الاحكام الصادرة بحق المتهمين ابتدائية وليست قطعية!!.
اللافت في حكم المحكمة هو اشارة المدعي العام الى إن التحقيقات أثبتت عدم وجود عداوة بين المدانين وخاشقجي!!، الامر الذي يؤكد فرضية ان خاشقجي قد يكون إنتحر عندما كان المدانون يتحدثون معه بكل احترام لعدم وجود اي عدواة بينهم.