وجاء في مقال كتبه رئيس تحرير الصحيفة، عبد الباري عطوان، ان "مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي وجه صفعة قوية ومهينة للنخبة العراقية الحاكمة، عندما قام بزيارة مفاجئة للقاعدة الأمريكية في عين الأسد (الأنبار) وتفقد قوات بلاده فيها، دون إبلاغ الرئيسين العراقيين، الوزراء والجمهورية، بشكل مسبق بهذه الزيارة، وغادر إلى كردستان العراق دون أي لقاء معهما".
وأضاف، ان "زيارة بنس تأتي في خضم انتفاضة شعبية شرعية اندلعت منذ شهر، أبرز مطالبها المشروعة وضع دستور جديد، وتعديل قانون الانتخاب، واجتثاث الفساد ومحاكمة كل الفاسدين، واستعادة الأموال المنهوبة، وإلغاء المحاصصة الطائفية بأشكالها كافة".
واكد عطوان على "إنها زيارة مريبة ترمي إلى صب الزيت على نار الفتنة وتشويه صورة الانتفاضة، وإهانة الدولة العراقية في الوقت نفسه، وتعميق الانقسام الطائفي في البلاد".
وتابع، ان "جميع مصائب العراق الحالية هي نتاج للغزو الأمريكي، وتفكيك الدولة العراقية، وإعادة بنائها على أسس طائفية تفتيتية صرفة، لإبقاء البلد ضعيفا ولقمة سائغة وسهلة للنفوذ الخارجي".
ولفت الى ان "حكومة عبد المهدي، وكل الحكومات التي سبقتها، ارتكبت خطأ استراتيجيا فادحا، عندما سمحت ببقاء 5200 جندي أمريكي على الأرض العراقية في قواعد تتمتع بالاستقلال الذاتي، وكأنها دولة داخل دولة تحت ذرائع متعددة، أبرزها أكذوبة محاربة (داعش)".
وأشار الى ان "جميع الإدارات الأمريكية تعاطت مع العراق كمستعمرة وليس كدولة مستقلة، وغزو إدارة بوش الابن عام 2003 واحتلاله، ونهب ثرواته، كان لتحقيق هذا الغرض، أي تمزيقه وإضعافه، وإلغاء دوره كقوة إقليمية كبرى في المنطقة تطبيقا لوصية المفكر الصهيوني برنارد لويس".
وأوضح عطوان، ان "الأمريكيين وبتحريض من الصهيونية العالمية لا يريدون عراقا قويا مستقرا خاليا من الفساد والفاسدين، وإنما يريدون عراقا ذليلا جائعا فاسدا يفتقد إلى الهوية الوطنية الجامعة الموحدة، وسيفعلون كل ما يستطيعون للوصول إلى هذه الأهداف".
واردف "ومثلما خدعت أمريكا العراقيين والعرب والعالم بأسره بأكذوبة أسلحة الدمار الشامل، ها هي تكرر السيناريو نفسه، وتستخدم الفزاعة الإيرانية هذه المرة، ومن أجل استبدال النفوذ الصهيوني بالنفوذ الإيراني، ليس في العراق فقط، وإنما في المنطقة بأسرها".