وتقول الكاتبة السعودية المعارضة في مقال نشرته موقع ذي ميدل إيست آي البريطاني إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يريد مراقبة المخالفين والقبض على المعارضين، وتقويض نشاطات السعوديين الذين يعيشون في المنفى، حيث يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي مراقبة الطلاب والأكاديميين والنشطاء عن كثب، قبل أن تقوم القنصليات السعودية المختلفة بإرسال الملفات المعدة عنهم إلى الرياض.
وتشير الرشيد إلى أن حكومة الولايات المتحدة أدانت اثنين من الموظفين السابقين في تويتر بالتجسس لصالح السعودية، وذلك بعد قيامهما باختراق البيانات الشخصية لأكثر من ستة آلاف حساب على تويتر، بما في ذلك حساب معارض بارز أصبح لاحقا مقربا من الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وتضيف أنه يقال إن وكيلا سعوديا هو من جند الموظفين الاثنين بعد أن أغدق عليهما عشرات الآلاف من الدولارات والهدايا الثمينة، أما مهمتهما فكانت تتمثل في تمرير المعلومات عن منتقدي النظام السعودي إلى بدر العساكر المقرب من بن سلمان.
وتقول الكاتبة إن العساكر ربما يجلس الآن في مكتب بن سلمان، ويفكر في كيفية احتواء أحدث فضيحة وإعادة اكتشاف صورة السعودية كملاذ آمن للرحلات السياحية والتراثية.
وتضيف أنه بعد هذه الحلقة الأخيرة من مسلسل الفضائح يتهاوى طاغوت تويتر مرة أخرى من برجه العاجي بعد انكشاف عملائه ومبعوثيه المنتشرين في أنحاء العالم.
وبحسب الكاتبة، فإن النظام السعودي لم يبادر إلى حظر تويتر وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي وذلك لأسباب، من بينها أن بن سلمان يريد تدشين حقبة جديدة من التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يسمح له بإطلاق حملات دعائية، إلى جانب العديد من الإصلاحات المزعومة.
وتضيف أن بن سلمان يعلم أن الشباب السعوديين غارقون بالفعل في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعربون عن تطلعاتهم وعن انتقاداتهم للنظام.
وترى الكاتبة أن الشباب السعوديين سخروا من شعار بن سلمان "السعودية عظيمة"، من خلال الإشارة إلى أن ذلك الشعار ما هو إلا مجرد دعاية ليس بإمكانها أن تستر التصدعات التي يعاني منها النظام، خاصة ما يتعلق باعتقال وتعذيب سجناء الرأي وغيرهم.
كما أطلق النشطاء الذين يعيشون في المنفى في الولايات المتحدة وسما (هاشتاغ)، بهدف كشف زيف هذه العظمة الزائفة التي لا يشعر بها ملايين السعوديين.
كما أطلق الشباب السعوديون العاطلون عن العمل وسما خاصا بهم عنوانه "منتدى السعوديين العاطلين عن العمل" لتسليط الضوء على الطموحات المدفونة لجيل متعلم لم يتمكن حتى الآن من إيجاد فرص عمل بموجب رؤية 2030.
وتضيف الكاتبة أن بن سلمان شدد مراقبته على وسائل التواصل الاجتماعي، وجند جيشا إلكترونيا لنشر أكاذيبه ورصد الأصوات المخالفة وإنزال أشد العقوبات بها، مما اضطر المنفيين في الشتات إلى أخذ زمام المبادرة وتسلم راية النضال من نظرائهم المحاصرين داخل البلاد.
وبحسب الكاتبة، يستخدم بن سلمان تويتر لرصد المخالفين والقبض على المعارضين، وتقويض ما يمارسه السعوديون في الخارج من نشاطات، وكثيرا ما كان يتم تبليغ الأشخاص الذين ينتقدون النظام بأنه لن يمكنهم تجديد جوازات سفرهم إلا إذا عادوا إلى بلدهم، مما جعل البعض منهم يطلب لجوءا سياسيا، وبقي البعض منهم عالقين في دول غربية.
وتقول الكاتبة إن جواسيس النظام داخل تويتر كانوا جزءا من الآلة التي تعد التقارير عن هؤلاء المنفيين وتلحق الأذى بهم، خاصة النشطاء وأصحاب الأصوات المرتفعة مثل عمر الزهراني الذي أصبح أيقونة للمقاومة عبر وسائل الإعلام.
وتضيف أن تويتر أثبت أنه وسيلة تنصت جيدة للإمساك بالمعارضين ومعاقبتهم ولإجزال العطاء لمن يمتدحون النظام، وصار الصمت في حد ذاته يعتبر جريمة.
وتشير الكاتبة إلى الحالة المأساوية للشيخ سلمان العودة الذي حافظ على صمته إزاء الخلاف الذي نشب بين السعودية وقطر، ولم ينطق سوى مرة واحدة حينما دعا الله لأن يوحد كلمة المسلمين ويلم شملهم، في إيماءة منه إلى المصالحة مع قطر.
وتضيف أنه إذا أراد بن سلمان تحسين صورته فإن أمامه تحديات جساما، خاصة بعد أن تلطخت صورته بسبب تحميله المسؤولية عن انتهاك أهم وأعرق الأعراف الدولية المتعلقة بسيادة السفارات وانتهاك حرمة الصحفيين العاملين في الخارج إثر جريمة قتل خاشقجي، فضلا عن قتل آلاف اليمنيين في حرب ضروس تعصف باليمن منذ خمس سنوات متسببة في تدمير البلاد.
كما أنه على بن سلمان أن يطلق سراح من يقبعون في السجون من علماء دين وشعراء ونشطاء حقوقيين وزعماء قبليين ومهنيين وغيرهم كخطوة أولى نحو تحقيق العدالة.
وتختم الكاتبة بأن سمعة ولي العهد السعودي بن سلمان قد تشوهت إلى الحد الذي لم يعد ممكنا إصلاح شيء منها.