أعزّتنا المستمعين الأكارم !
سلام من الله عليكم ورحمــة منه وبركات ، ويسرّنا أن نجدّد اللقاء بكم عبر حلقة أخري من سلسلة حلقات برنامجكم الفيمينيّة تحت المجهر حيث سنسلّط الضوء في لقائنا هذا علي بعض من الأكاذيب التي أطلقها دعاة الحركة الفيمينيّة فيما يتعلّق بتحرير المرأة ومساواتها مع الرجل وذلك علي لسان المفكّرين والكتّاب الغربيين أنفسهم ، برجاء أن تمضوا معنا أطيب الأوقات ...
أحبّتنا المستمعين !
ذكرنا في الحلقة المنصرمة أنّ الكثير من الباحثين الغربيين المتخصّصين في مجال الأسرة يرون أن التبعات السلبيّة للفيمينيّة تفوق بمرّات عديدة آثارَها الإيجابيّة وأنّهم وجّهوا العديد من الانتقادات والمؤاخذات إليها بل إنهم يرون أن وجهات نظر الفيمينيين ليست سوي أكاذيب وأراجيف لفّقوها لخدمة مصالحهم . وعلي سبيل المثال فإن هناك كتباً ومقالات تمّ تأليفها في هذا المجال من مثل أكاذيب الفيمينيّة العشر . أو خدع الفيمينيّة الست حيث تعدّ من جملة مؤلّفات بعض من المنظّرين بهدف الكشف عن الحقائق و فضح أكاذيب الفيمينيين أمام الرأي العام . و سنتناول في محطّتنا لهذا الأسبوع بعضاً من تلك الأكاذيب من وجهة نظر المفكّرين والباحثين الغربيين ، ونبدأ ذلك بالتأكيد علي أن الفيمينيين أدّوا بأكاذيبهم الكبري إلي زعزعة بناء الأسرة و دعائمها و توريطها في الأزمات الأخلاقيّة المختلفة .
وقد تناول الكاتب والباحث والناقد الأمريكي سو بوهلين في مقالته التي حملت العنوان أكاذيب الفيمينيّة العشر عشر أكاذيب للفيمينيّة كان قد طرحها طوني غرانت في كتابه حول المرأة . وقد طرحت في هذه الأكاذيب العشر محاورُ من مثل : أن النساء بإمكانهنّ أن يزاولن كلّ الأعمال وأن النساء والرجال متساوون أساساً و الحاجة إلي النساء تزداد بنجاحهنّ و طرح أسطورة مواهب النساء الدفينة ، والمساواة الجنسيّة وإنكار دور الأمومة و أن جنس المرأة يعني الضعف و أن الحياة تعني النجاح في العمل لا الحياة فقط و بحث أسطورة الاكتفاء الذاتي للنساء و ما إلي ذلك .
مستمعينا الأفاضل !
ويعمد الفيمينيّون في أكذوبتهم الكبيرة الأولي إلي الترويج لفكرة أن النساء يجب عليهنّ القيام بما يقوم به الرجال بل إنهنّ يستطعن ذلك . وقد دفع هذا الشعارُ المرأة المعاصرة إلي أن تتقبّل بشكل ما واجباتِ الرجل المضاعفة والتي ترهقها في الغالب وتسلب منها القدرة وتتركها وحيدة . وقد تركت بعض النساء علي إثر ذلك أزواجهن وأولادهنّ فيما أخرج البعض الآخر من ذهنه فكرة الزواج و تكوين الأسرة إثر الحصول علي العمل أو الرغبات الشخصيّة الخاصّة به . ويبدو أنّ تأكيد الفيمينيين هذا علي الاكتفاء الذاتي والنزعة الفرديّة ، كان من المفترض أن يرتقي بكيفيّة حياة المرأة و يحسّن من حقوق الاختيار لديها وعلاقاتها مع الرجل ، ولكنّ النساء وبعد مضيّ عدّة عقود واجهن هذه الحقيقة وهي أنّ من المستحيل الاعتماد علي الوعود التي كانت الفيمينيّة وحركة تحرير النساء قد أطلقتها .
إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات !
كتبت الكاتبة الغربيّة نانسي لي ديموس قائلة فيما يتعلّق بإخراج المرأة من الجوّ الأسري ودفعها إلي مزاولة الأعمال الشاقّة :
إنّ إثارة الشعور بعدم الرضا لدي المرأة من إدارة شؤون المنزل و إخراجها من البيت لم يتمخّضا عن نتيجة سوي إثارة القلق والتوتّر المبالغ فيه لديهنّ فليس بمقدور الكثير من النساء الأخريات العيش من دون مساعدة المتخصّصين والأدوية .
وأمّا الكذبة الكبيرة الثانية للفيمينيّين فهي ادّعاؤهم التماثلَ التام بين الرجل والمرأة من الأساس . في حين أن الرجال والنساء يختلفون عن بعضهم البعض لا من الناحية البيولوجيّة وحسب بل ومن الناحية النفسيّة والروحيّة أيضاً . يقول استيفن غولدبرغ عالم الاجتماع الغربي في هذا الصدد :
إن الحقيقة الأساسيّة هي أن الرجال والنساء يختلفون عن بعضهم البعض اعتباراً من الجينات وحتي الفكر والسلوك .
كما تصرّح عالمة النفس الأمريكيّة لارا شِلسِينغر بشأن هذه الحقيقة : تختلف النساء عن الرجال من الناحية البنوية . ونحن لسنا الذين أوجدنا هذه الاختلافات كي يكون بمقدورنا نحن أيضاً إزالتُها .
كما تؤكد الكذبة الكبيرة الثانية للفيمينيين علي أن النجاح يزيد من الجاذبيّة . و حسب هذا الدعاء فإنّ جاذبيّة المرأة لدي الرجال تزداد مع نجاحاتها . في حين أن المرأة تحظي بحب الرجل و تقديره بسبب عواطفها ومشاعرها كأنثي . وتفيد الإحصائيّات البحثيّة بأنّ النساء ذوات الشهادات العليا يتميّزن باستعداد أقل للزواج و لا يعتبرن رفيقات مناسبات للرجال إلّا في النادر .
مستمعينا الأطايب !
ويؤمن الفيمينيّون في أكذوبتهم الكبيرة الرابعة بأسطورة القدرة غير المتحققة للأشخاص . وتتمتع النساء كلّهنّ حسب هذا الرأي باستعداد وقدرة خارقة للعادة يجب أن تتحقق في المحيط المناسب . والحقيقة أنّ معظم النساء هنّ أشخاص عاديّون مثل غالبيّة الرجال العاديين .
ويؤكّد الفيمينيون في أكذوبتهم الكبيرة الخامسة علي التماثل الجنسي بين النساء والرجال . في حين أن هذا الادعاء باطل في البداهة فهنالك اختلافات أساسيّة بين النساء والرجال في الجسم والروح .
ويدّعي الفيمينيّون في أكذوبتهم الكبيرة السادسة أنّ بالإمكان تأخيرَ الزواج والحمل . في حين أن الأطبّاء يعتقدون بالمحدوديّة الزمانيّة لنظام الإنجاب لدي المرأة و عدم وجود إمكانيّة الحمل والولادة للمرأة مع تقدّم العمر وحتّي إن كانت هنالك إمكانيّة فإنها ستكون محفوفة بالمصاعب والمخاطر .
ويدّعي الفيمينيّون في أكذوبتهم الكبيرة السابعة أن كون المرأة أنثي يعني ضعفَها وأن السلوكيّات الخاصة بالمرأة مثل الرقّة والحنان وما إلي ذلك هي في الغالب تعدّ سلوكيّات مثيرة للسخرية . في حين أنّ سلوكيّات المرأة تؤدي من ناحيةٍ إلي الإحساس بالضعف و القبول والجاذبيّة لدي النساء و تثير من ناحية أخري الميل إلي مستويات عالية من التعلّق و الحماية والدعم لدي الرجل إزاء المرأة .
إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات ، سنواصل - بإذن الله - استعراض أكاذيب أالفيمينيين الأخري بشأن المرأة والمساواة بينها وبين الرجل في حلقتنا القادمة من برنامج الفيمينيّة تحت المجهـر ، كلّ الشكر لكم علي كرم المتابعة ، وكونوا في انتظارنا.