إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات !
سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته
يسعدنا أن نجدّد اللقاء بكم عبر محطّة أخري من محطّات برنامجكم الفيمينيّة تحت المجهر والتي سنواصل استعراضنا وجولتنا فيها بين الأزمات والمفاسد الأخلاقيّة التي تمخّضت عنها الفيمينيّة بسبب التطرّف الذي طغي علي منهجها في التعامل مع الأسرة عموماً والمرأة والأولاد بشكل خاص ، ندعوكم - أيّها الأحبّة - لمرافقتنا ....
مستمعينا الأكارم !
تُطرَح ظاهرة إجهاض الجنين وسعي بعض المجتمعات الغربيّة لدعمها ، تحت عنوان خادع وهو حقّ المرأة في جسدها . وهذه الظاهرة تمتدّ جذورها في الانحطاط الأخلاقي للمجتمعات المتحضّرة ماديّاً والانفلات الجنسي في الغرب .
إن إجهاض الجنين يمثّل ظاهرة غير إنسانيّة تتنافي مع الفطرة البشريّة ، حيث تدلّ أشكالها وأساليبها علي الاستهانة بالمباديء الأخلاقيّة . وهذا الإجراء غير الأخلاقي في حالة تزايد في بعض البلدان مثل أمريكا وبريطانيا وكندا . واستناداً إلي دراسة قام بها باحثان بريطانيّان هما مايكل ليتش فيلد و سوزان كِنتيش فإن الآلاف من الأجنّة الذين تمّ إجهاضهم يتمّ إحراقهم سنويّاً في الأفران . وقد قام هذان الباحثان بمراجعة عدد من عيادات إجهاض الجنين في بريطانيا وقدّما أنفسهما باعتبارهما زوجين يشعران بالقلق من الحمل وعدم الرغبة في إجهاض الجنين في نفس الوقت ، وجمعا مشاهداتهما في كتب حمل العنوان أطفال للحرق . وقد واجه هذا الكتاب الذي نشر فضائح بريطانيا ، موجات من الغضب العارمة بين وسائل الأعلام البريطانيّة ، وهو - بالطبع - ممّا لايثير الدهشة والعجب .
أعزّتنا المستمعين !
إنّ الأساليب المختلفة لإجهاض الجنين في المجتمعات الغربيّة لها علاقة بتجارة الرأسماليين في العصر الحديث . ففي الوقت الحاضر يعمد بعض الأشخاص في المجتمع الغربي إلي قتل الأجنّة بهدف جني المزيد من الأرباح كي يتمّ استغلالها في الدراسات والبحوث الطبيّة .
يقول الكاتب الكندي ويليام غاردنر : يتمّ استخدام خلايا الطفل الوليد المقتول التي تجمع بين كونها سليمة و طريّة للغاية للبحوث الطبيّة . وإذا ما كان الجنين علي قيد الحياة حتي اللحظات الأخيرة ، فإنّ خلاياه وجلده تفوق قيمتها الخلايا الأخري بكثير . والملاحظة المثيرة للأسف أن الأطبّاء الأوروبيين يستخدمون اليوم الجنين لصناعة موادّ التجميل بهدف الاستخدام التجاري . ويطلق الأستاذ الجامعي وأحد الأطبّاء المدافعين عن اللجوء إلي إجهاض الجنين البروفيسور كريس باغلي (Chris Bagley)تصريحات تثير الرعب والقلق قائلاً : إنّ صناعات المواد التجميليّة بحاجة ماسّة إلي الدهون في جسم الجنين ، ثم يضيف بوقاحة : أنا أقوم بإجهاض الأجنّة الكبار . فحينما يكون بالإمكان الاستفادة منها بشكل أفضل ، فإنّ من المخجل أن ألقيها في الفرن ، بل إنّني أقوم دون تردّد بإجهاض الأطفال الذين تبلغ أعمارهم سبعة شهور.فهؤلاء الأطفال قد اكتمل نموّهم وكانوا أحياء لفترة طويلة !
إنّ هذا الطبيب العديم الرحمة يقرّ بصراحة بقتل بشر بريئين لم يرتكبوا ذنباً سوي صغر سنّهم دون أن يخشي العقاب . كما أنّ أسلوب التجميد السريع للطفل هو أسلوب آخر من الأساليب الوحشيّة المتنافية مع الأخلاق والذي يستخدم تحت ذريعة الاستفادة من أنسجة الجنين السليمة .
إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات !
نحن نواجه في الوقت الحاضر وبشكل يومي الأخبار المتعلّقة بإجهاض الأجنّة في بعض بلدان العالم . فهذه الظاهرة تتزايد في أمريكا . وتفيد الإحصائيّات بأنّ مايقرب من ۱/٦ ملايين من الأجنّة يتم إجهاضهم سنويّاً في أمريكا . وقد قام أحد الأطبّاء الأميريكيين بإعداد جهاز لتصوير الأعضاء الداخليّة لامرأة كانت تُجرَي عليها عمليّة إسقاط جنينها وذلك بهدف إثبات مفهوم القتل غير المبرّر للأطفال ، وأعدّ فيلماً أطلق عليه اسم الصرخة الصامتة . ولقد كان هذا الفيلم مثيراً للمشاعر إلي حدّ كبير حيث عرض مشهد الجنين وهو يهرب بيأس من أمام جهاز الشطف والفرم الذي كان يقطّع أعضاء جسم الجنين الواحد تلو الآخر ويدفعها إلي الخارج .
وتبلغ هذه الأوضاع المأساويّة في أمريكا حدّاً بحيث إن جورج غرانت اتّهم وسائل الإعلام في هذا البلد بالفشل الأخلاقي الذريع . ويواصل جورج فضحه للجرائم الأخلاقيّة في أمريكا قائلاً : إنّ الأطفال الذين ينجون من عمليّات الإجهاض ، يخضعون وهم أحياء لتجارب وحشيّة وعجيبة . إن الإنسجة البشريّة تباع اليوم وتشتري في السوق السوداء للاستخدامات المختلفة اعتباراً من موادّ التجميل وحتّي الاستخدامات الطبيّة والدوائيّة في حين أن وسائل أعلامنا لا تكلّف نفسها عناء الإعلان عن ذلك .
كما تعتبر كندا من جملة البلدان التي صادق مجلسها علي حريّة إجهاض الجنين رغم معارضة شرائح واسعة من المواطنين . حيث تفيد الأحصائيّات أنّ ۲۷۰ حالة إجهاض تحدث يومياً في المستشفيات والعيادات الخاصّة ، لتبلغ سنويّاً أكثر من ۹٥۰۰۰ حالة يشترك فيها المراهقون بنسبة ۲٥ % . وقد كتب البروفيسور " يان جنتلز(Ian Gentles ) المؤرّخ الكندي حول حقوق الطفل في كندا قائلاً :
إنّ الأطفال الأجنّة في كندا لهم حق الإرث وبإمكانهم تقديم الشكوي علي الآخرين وهم في أرحام أمّهاتهم . ولكنّ الحق الوحيد الذين لا يمتلكونه هو حقّ عدم قتلهم ، لأنّ الحكومة فوّضت هذا الحقّ للأم .
ويتمّ نقل الجنين المقتول في كندا إلي مختبر تحليل العيّنات ، ثمّ يرسل إلي أفران حرق الجثث . ويتمّ في الكثير من عمليّات الإجهاض هذه استخدام أساليب تقضي علي الطفل بوحشيّة وبشكل فجيع . حيث يقول غاردنر فيما يتعلّق بإجهاض الجنين في كندا :
أنّ موضوع إجهاض الجنين ما هو إلّا صورة صغيرة من حرب داخليّة أكبر شنّها بلدنا علي القيم الإنسانيّة والأخلاقيّة .
أحبّتنا المستمعين !
بانتهاء الوقت المخصّص لبرنامج الفيمينيّة تحت المجهر ، سنواصل بإذن الله الحديث حول آثار إسقاط الجنين وتبعاته ، وكذلك وجهة نظر الإسلام في الحلقة القادمة ، في أمان الله ، وشكراً علي طيب متابعتكم ....