وتفيد المجلة الروسية “تقارير أكاديمية العلوم”، بأن علماء الجيوفيزياء حللوا البيانات التي حصلوا عليها من الأقمار الصناعية خلال الهزات الأرضية التي حدثت في أوزبكستان يوم 26 مايو 2013 وفي قرغيزستان يوم 8 يناير عام 2007 وفي كازاخستان يوم 28 يناير 2013، واتضح لهم أنه قبل خمسة أيام من حدوث هذه الزلازل تغيرت مؤشرات الجاذبية الداخلية (IGW) –ذبذبة الكتل الهوائية، التي تختلف عن الموجات الصوتية بوجود موجة عرضية إلى جانب الطولية.
وساهم في هذه الدراسة علماء من معاهد البحوث العلمية التابعة لأكاديمية العلوم الروسية بالتعاون مع علماء المدرسة العليا للاقتصاد برئاسة الأكاديمي فاسيلي أدوشكين، وعلماء من قرغيزستان وألمانيا.
وتابع العلماء تغير حرارة الطبقة الوسطى للغلاف الجوي التي تضم ستراتوسفير وميزوسفير. وبعد ذلك حددوا مؤشرات الجاذبية الداخلية، فاتضح أن أقصى أطوال الموجة العمودية هي 14.2 و18.9 كيلومتر. ولكن كما هو معلوم يبلغ طول الموجات العمودية للجاذبية الداخلية أكثر من عشرة كيلومترات عند وجود عملية الحمل الحراري في الغلاف الجوي للأرض الناتجة عن التسخين
يقول البروفيسور سرغي بوبيل، من كلية الفيزياء مدير مختبر معهد البحوث الفضائية في أكاديمية العلوم الروسية، “هذا يعني، أن هناك عمليات تحدث في الغلاف الصخري للأرض، التي عند تطورها تظهر عملية الحمل الحراري غير مستقرة في الطبقة السفلى للغلاف الجوي. وهذه بالذات تكون السبب في ظهور موجات الجاذبية الداخلية في مناطق النشاط الزلزالي. وعند بلوغ موجات الجاذبية الداخلية طبقة الميزوسفير، قد تتغير مؤشراتها، وتتحول طاقتها إلى حركة حرارية، وهذا يؤثر في الحرارة”.
وقبل أيام من حدوث الهزة في القشرة الأرضية تنشط الذبذبات الدائمة في العالم- موجات الجاذبية الزلزالية، كما يزداد تدفق تيار الغازات الساخنة من القشرة الأرضية. كل هذه العلامات تؤثر في درجة حرارة وحالة الغلاف الجوي، ما يسبب تغير مؤشرات موجات الجاذبية الداخلية. وقد اتضح للعلماء أن هذا التغير يظهر في زيادة طول هذه الموجات قبل 4-5 أيام ويبلغ أقصاه قبل يومين من وقوع الزلزال ويصغر بصورة حادة قبل يوم من الهزة.