واضاف مستكين: على هامش ملتقى الشاعر "جلال الدين محمد البلخي" المعروف بالرومي سيتم هذا العام وفي شهر تشرين الثاني/نوفمبر القادم تسجيل العطار والفارابي في قائمة اليونسكو لمشاهير العالم.
الشيخ فريد الدين العطار النيشابوري
هو محمد بن ابي بكر ابراهيم بن اسحق، وكنيته ابو حامد، ولقبه فريد الدين، شهرته العطار النيشابوري. ولد في نيشابور عام ۵۱۳ هـ، وكان يتخلص في قصائده بالعطار، على اعتبار انه كان يمتهن «العطارة»، وقد يتخلص احياناً باسم «فريد». والعطار عنوان كان يطلق على باعة الادوية وصناعها. وكان ابوه عطاراً عظيماَ في نيشابور ايضاً. وورد في بعض كتب التراجم المتأخرة انه قد تتلمذ في الطب على يد الحكيم مجد الدين البغدادي، وهو الطبيب الخاص بالسلطان محمد خوارزم شاه، ومن كبار مشايخ التصوف.
"منطق الطير" العطار شاعر ايراني مكثر، وقد اطلق على نفسه اسم «الثرثار»، لكثرة اشعاره، فقال في «مصيبت نامه»: لما كانت روحي قد تطبعت على الحب منذ الازل، فقد جعلني حماس الحب رجلاً ثرثاراً.
وخلف كتباً شعرية عديدة مثل منطق الطير، والهي نامه، ومصيبت نامه، وأسرار نامه، وخسرو نامه، ومختار نامه وغيرها. وورد ان مجموع ابياته الشعرية الواردة في مؤلفاته يبلغ ۴۴۵۹۰ بيتاً. وتعد مثنويات «منطق الطير» اروع واجمل مثنوياته العرفانية، ووصفه البعض بتاج المثنويات. وهو في الحقيقة منظومة رمزيه تتألف من ۴۴۵۸ بيتا على بحر الرمل المسدس المقصور المحذوف. وهدف الشيخ العطار من هذا المثنوي بيان طبيعة الوجود والأخذ بيد الطالب وقلبه للوصول به الى درجة الارادة من خلال اسلوب شيق يأخذ بمجامع القلوب على لسان الطيور ولسان الهدهد الذي كان بمثابة المرشد والهادي. وسعى الشيخ العطار من خلال تلك القصة الخيالية الجميلة الى ذكر مختلف الحالات التي يمر بها المريدون ومخاطر الوساوس التي تنتاب قلوبهم، والعلاج الناجع لها من اجل الوصول الى الحق.
أبو نصر محمد الفارابي
أبو نصر محمد الفارابي هو أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان الفارابي. ولد عام 260 هـ/874 م في فاراب في إقليم تركستان أنذاك (كازاخستان حاليًا) وتوفي عام 339 هـ/950م. فيلسوف مسلم اشتهر بإتقان العلوم الحكمية وكانت له قوة في صناعة الطب.
ولد الفارابي في مدينة فاراب، ولهذا اشتهر باسمه. نسبة إلى المدينة التي عاش فيها. كان أبوه قائد جيش، وكان ببغداد مدة ثم انتقل إلى سوريا وتجول بين البلدان وعاد إلى مدينة دمشق واستقر بها إلى حين وفاته. يعود الفضل إليه في إدخال مفهوم الفراغ إلى علم الفيزياء. تأثر به كل من ابن سينا وابن رشد.
تنقل في أنحاء البلاد وفي سوريا، قصد حلب وأقام في بلاط سيف الدولة الحمداني فترة ثم ذهب لدمشق وأقام فيها حتى وفاته عن عمر يناهز 80 عامًا ودفن في دمشق، ووضع عدة مصنفات وكان أشهرها كتاب حصر فيه أنواع وأصناف العلوم ويحمل هذا الكتاب اسم إحصاء العلوم.
سمي الفارابي "المعلم الثاني" نسبة للمعلم الأول أرسطو والإطلاق بسبب اهتمامه بالمنطق لأن الفارابي هو شارح مؤلفات أرسطو المنطقية.
عكف في مسقط رأسه على دراسة طائفة من مواد العلوم والرياضيات والآداب والفلسفة واللغات وعلى الأخص التركية وهي لغته الأصلية بجانب معرفته للغات العربية والفارسية واليونانية.
ثم خرج من بلده حوالي سنة 310 هـ، وهو يومئذ يناهز الخمسين، قاصداً العراق، حيث أتم دراساته. فيما بدأ فيه في مسقط رأسه وأضاف إليه مواد أخرى كثيرة، فدرس في حرّان الفلسفة والمنطق والطب على الطبيب المنطقي المسيحي يوحنا بن حيلان، ودرس في بغداد الفلسفة والمنطق على أبي بشر متى بن يونس، وهو مسيحي كان حينئذ من أشهر مترجمي الكتب اليونانية ومن أشهر الباحثين في المنطق، ودرس في بغداد كذلك العلوم اللسانية العربية على ابن السراج، وأتيح له فيها أيضاً دراسة الموسيقى وإتمام دراساته في اللغات والطب والعلوم والرياضيات، ولا غرابة أن يتتلمذ في هذه السن المتقدمة، فقد كان دأب العلماء في هذه العصور، يطلبون العلم من المهد إلى اللحد.
كان الفارابي مولعاً بالأسفار في طلب العلم ونشره والإحاطة بشئون الجماعات، فانتقل من العراق إلى الشام حوالي سنة 330 هـ حيث اتصل بسيف الدولة بن حمدان الذي عرف له فضله، وأكرم وفادته، وعاش في كنفه منقطعاً إلى التعليم والتأليف، وكان في أثناء إقامته بالشام يتنقل بين مدنها وخاصة بين حلب (عاصمة الحمدانيين) ودمشق التي كانت في حوزتهم تارة وتخرج أخرى، وقد سافر مرة من الشام إلى مصر، وكان ذلك على الراجح سنة 338 هـ ثم رجع منها إلى دمشق حيث توفي سنة 339 هـ.