المعادلة اليوم لم تعد كذلك بل ضاقت إلى درجة هل تختار وطنك وتقف معه ام تقف مع الخونة والأعداء ضده!؟ الخيارات اليوم ضيقة وشحيحة وحادة ومراعاة الأوطان وغلبة الخصوم وتربصهم حسابات دقيقة وضرورة ملحة فالثمن كان فادحاً في يوم ما وسيكون كارثياً في المرات القادمة!!
أولا: سلوكها العنف والتخريب ضد مؤسسات الدولة، سياسيا هذه فوضى مدفوعة تقوّي موقف خصوم المظاهرات.
ثانيا: عدم وجود قيادات ميدانية وزعامات فكرية وسياسية تتحدث باسم المتظاهرين (السودان نموذج).
ثالثا: عدم وضوح المطالب والأهداف ..أو على الأقل (غامضة).
رابعا: أخطأ المتظاهرون بتوجيه غضبهم ضد #ايران وحرق علمها، فورا تساءل الشارع لماذا لم يحرقوا علم إسرائيل التي قصفت العراق ، ولماذا لم يحرقوا علم أمريكا التي قتلت مليون عراقي.
خامسا: توجد هتافات للمتظاهرين ضد (الفرس) وهو تكرار لعنصرية ثوار سوريا من قبل عندما هتفوا ضد الشيعة..
سادسا: توقيت مظاهرات العراق بعد قصف أرامكو وعمليات الحوثيين أشاع أنها ردة فعل أجنبية لخصوم إيران بإشعال الوضع المحلي قوميا.
سابعا: منظومة الحكم العراقية في ظل المحاصصة فاسدة ولم تتطور في ظل الصراعات، وتحميل فساد منظومة الحكم لنظرية المؤامرة خدعة وتضليل محلي سيدفع ثمنه المتظاهرون..
ثامنا: ينتفض وغيرها المؤيدة للمظاهرات في معظمها خليجيين وسلفيين مما يضفي الطابع العنصري والسياسي على الاحتجاجات.
تاسعا: العراق منذ 5 سنوات سياسته هي (النأي بالنفس والحياد) منذ أيام حيدر العبادي، الاحتجاج صوّرها على أنها عمالة لإيران مما يستوجب غضب الدولة وأنصارها.
عاشرا وأخيرا: تأييد دول أجنبية بإعلامها للحراك هو (دعاية سلبية) ستطفئ وهج المظاهرات عن طريق تصويرها بالعمالة ضد الدولة، وهو تكرار لخطأ مظاهرات يونيو الماضي في البصرة وحراك إيران قبل عامين .. التدخل الأجنبي بدعم المظاهرات سيطفئها مهما كانت نزيهة ومطالبها عادلة.
هذا لا يعني أنني ضد متظاهري العراق، مطالبهم مشروعة والفساد ينخر في جسد الدولة منذ عقود، لكن تضاعف بعد سقوط صدام لأسباب بنيوية خاصة بجريمة أمريكا تفكيك الدولة والجيش واستبدالها بحاكم عسكري وتولية الأقرب ثقة وإبعاد الأكثر كفاءة .. هذه الاستراتيجية هي التي تحكم عراق 2019 بدون تغيير..
أؤكد أن المشكلة ليست في الهتاف ضد دولة أو حرق علمها .. هذا تعبير عن النفس بطريقة سلمية أجازته الدساتير لكن لعدم ملائمة هذا الهتاف والحرق للحالة العراقية خصيصاً .. فهي تعمل بشكل معزول عن دول أوروبية يعتقد البعض باستنساخ تجاربها في بغداد وهذا قصور معرفي بالأساس وقع فيه ثوار سوريا من قبل.
على بن مسعود المعشني