وفي رسالته التي تمت قراءتها في مراسم اليوم العالم للسلام والتي أجريت في متحف الثورة الاسلامية والدفاع المقدس، أكد محمد جواد ظريف ان هدف السلام ليس فقط عدم الحرب، بل ايضا الشعور بالعدالة والمساواة والامن. وفي هذا المفهوم يعتبر السلام فضيلة، في حين ان ابتعاد البشر عن التعاليم الالهية بما فيها الاخوة والمساواة والتعايش السلمي والصدق ومتابعة الحق والعدالة والحلم، يشكل الحلقة المفقودة في تحقق السلام والاستقرار.
ولفت الى منظمة الامم المتحدة تأسست بعد الحرب العالمية الثانية، والتي من أهم اهدافها صيانة السلام والامن على الصعيد الدولي، وقد أنيطت هذه المهمة الاساسية الى مجلس الامن الدولي، وفضلا عنه هناك اركان اخرى في منظمة الامم المتحدة ومنظمات متخصصة تولي اهتماما جادا بهذا الموضوع.
وانتقد ظريف استغلال بعض الدول لآليات منظمة الامم المتحدة وخاصة مجلس الامن، وعدم التزام بعض القوى واعضاء منظمة الامم المتحدة بمحتوى ميثاق الامم المتحدة، وعدم المبادرة لإصلاح بنية هذه المنظمة، ولفت الى ان هذه الامور تشكل جانبا من اسباب عدم تكريس الامن وتعميم ثقافته في العالم. كما ان بعض الدول تتصور بما أن لديها القوة، فإن لها الحق في فرض وجهات نظراها ورؤاها السياسية، لذلك انتهجت سبيل التدخل والاحتكار والتفرد، وهي ذاتها الامور التي تعود اليها جذور الحروب السابقة والصراعات الجارية.
وتطرق ظريف الى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنذ قرابة 4 عقود كانت ومازالت هدفا لهذا النوع من التعامل المعادي والمتفرد، مشيرا الى مثال الاداء السلبي لمجلس الامن الدولي خلال الحرب المفروضة (التي فرضها صدام بدعم غربي اميركي على ايران ن 1980 الى 1988) على ايران وكذلك تجاه جرائم نظام صدام ضد الشعب الايراني بما في ذلك استخدام الاسلحة الكيمياوية، إضافة الى استغلال مجلس الامن الدولي ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وفرض قرارات الحظر من قبل هذا المجلس ضد ايران بذرائع واهية مرتبطة بالموضوع النووي.
وشدد وزير الخارجية الايراني على ان هذا الوضع ناجم من التعامل المسيس من قبل بعض الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي تجاه المواضيع المدرجة على جدول الاعمال، مضيفا ان خروج اميركا من الاتفاق النووي ورغم تعهدات هذا البلد بما فيها الالتزام بالقرار 2231 الصادر من مجلس الامن، يمثل مصداقا آخر على التعامل المسيس مع مجلس الامن.. إن عدم تنفيذ اميركا لالتزاماتها الدولية والاتفاقات الثنائية مع الدول الاخرى واعتماد النهج المتفرد، هي من بين الأسباب الاساسية التي تهدد السلام والامن على الصعيد الدولي، كما ان عدم حل القضية الفلسطينية بعد اكثر من 7 عقود من الاحتلال وممارسة القتل والحرمان من كل الحقوق الاساسية للشعب وتشريده، وكذلك الوضع المؤسف في اليمن كل هذه من المصاديق البارزة لانعدام العدالة بشكل فاحش على الصعيد الدولي.
وأردف: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وانطلاقا من التعاليم الدينية والوطنية بذلت جهودها دوما في إطار تعزيز السلام والامن الاقليمي والدولي، ويؤيد ذلك تأييد التزام ايران بتعهداتها الناجمة عن الاتفاق النووي. كما ان الدول الاساسي لإيران في محاربة الارهاب وخاصة محاربة داعش في سوريا والعراق يمثل نموذجا آخر من الاجراءات التي قامت بها ايران لممواجهة التهديدات ضد السلام والامن.