واوضح موسوي، في تصريح خاص لقناة العالم، بأن اليمنيين أنفسهم أعلنوا استهدافهم للمواقع السعودية، ولكن يبدو انه يصعب على بعض الدول مثل السعودية وامريكا ان يتقبلوا حقيقة ان الشعب اليمني المظلوم استطاع ان يمتلك قوة دفاعية مثل هذه لدرجة أنهم لم يتمكنوا بعد 5 سنوات من العدوان التغلب على اليمنيين، لذا من الطبيعي ان يحاولوا الصاق الاتهامات ببلد قوي مثل ايران كي يغطوا على عجزهم أمام اليمن.
وفيما يلي نص المقابلة:
س: بدءاً من العلاقات الامريكية الايرانية، الرئيس دونالد ترامب يقول انه يريد اجراء مفاوضات مع ايران، وفي الوقت نفسه يقول انه لا يريد الحرب، وايران بالمقابل تقول انها لا تريد الحرب وترفض التفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة، برأيكم ما هو الحل؟
ج: بسم الله الرحمن الرحيم. نحن آعلنّا أنّنا لن نتفاوض مع الحكومة الحالية في أمريكا، وبالآخصّ بسبب الظروف الحالية السائدة بين الجانبين. ولكن هذا لايعني إغلاق الطريق أمام الدبلوماسية أو السعي للحرب. لم تكن الجمهورية الإسلامية في ايران من دعاة الحرب في أيّ وقت من الأوقات، كما آنّ ايران آثبتت عبر التاريخ آنّها بلاد تسامح وحوار وتفاعل. كلّ هذا في جانب، وفي جانب آخر فأنّها لديها مقاتلين آشدّاء. كما أنّ تاريخ بلادنا الذي يمتدّ لسبعة آلاف سنة قد أثبت هذا الوضع لشعوب المنطقة ودولها وشعوب ودول العالم. أن لا نتفاوض مع أمريكا لايعني أنّنا لم نتفاوض معها، نحن كنّا نتفاوض مع الأمريكيين لمدّة تقدّر بحوالي سنتين، والآمريكيون هم الذين غادروا طاولة المفاوضات وآعلنوا أنّ الإتّفاقية التي تمّ التصّل إليها لم تكن في صالحهم وقد تعرّضوا لخديعة ما. نحن لن نقبل بهذا المنطق، والسبب أنّ الإتّفاقية كانت شاملة وإنجاز مهمّ للبلدين وللمنطقة وللعالم علي حدّ سواء. من الطبيعي ألا نرضي بهذه الإتّفاقية جميعاً، ونحن بدورنا غير راضين عن بعض موادها، ومن المؤكّد أنّهم غير راضين ولكن الإتّفاقية كانت بمثابة أمر إتّفق الجميع عليه. دول العالم كانت منشغلة بهذه الإتّفاقية كما أنّ أعضاء مجلس الأمن الدولي كانوا يتابعونها وقد تحوّلت لاحقاً إلي قرار لمجلس الأمن التابع لمنظّمة الأمم المتّحدة. لذا، أن لاتتفاوض ايران لايعني أنّ الجمهورية الإسلامية في ايران ليست معنية بالتفاعل والحوار والتفاوض، نحن حقّاً نعتقد ونؤمن بالدبلوماسية وبقدراتنا في المجال الدبلوماسي ، كما أنّنا علي إستعداد، وقد أعلنّا ذلك أنّه لو كفّت الولايات المتّحدة الأمريكية عن هذا الإرهاب الإقتصادي وقلّلت من الضغوط الموجّهة ضدّ الشعب الايراني وعاد الأمريكيون إلي الإتّفاقية التي وقّعوا عليها هم بأنفسهم وآصبحت قراراً من مجلس الأمن الدولي، سوف يكون هناك إحتمال للحوار والتفاوض في هذا الإطار.
س: حول الاتفاق النووي .. هناك مبادرة فرنسية واتصالات ما بين الرئيس ماكرون والرئيس روحاني، الى أين وصلت هذه المبادرة؟ وما هي ملامح هذه المبادرة، هناك الحديث عن فتح خط ائتمان بقيمة 15 مليار دولار، ما هي تفاصيل المبادرة الفرنسية؟
ج: لاحظ معي، بعد أن خرجت الولايات المتّحدة من إتّفاقية خطّة العمل المشترك الخاصّة بالبرنامج النووي الايراني السلمي، أعلنت بقية الدول الموقّعة علي الإتّفاقية الآنفة الذكر عن إستعدادها للمضي قُدماً فيها من دون أمريكا والايفاء بما تعهّدت به في الإتّفاقية. قبلت الجمهورية الإسلامية في ايران بحسن نيّة تصريحات هذه الدول وأعلنت طالما أنتم ملتزمون بما تعهّدتم به وتقومون بتنفيذه، فآنّ الجمهورية الإسلامية في ايران سوف تفي بإلتزاماتها المنصوص عليها في الإتّفاقية أيضاً. إقترحت تلك الدول بعض الآليات ومن ضمنها "بي إس وي" والتي تحوّلت لاحقاً إلي نظام "اينستكس" بهدف تسهيل المعاملات المصرفية بين الجمهورية الإسلامية في ايران وهذه الدول. هذا جزء من التعهّدات التي وردت في القرار رقم 2131 الصادر من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتّحدة أيضاً، حيث إلتزمت الدول الموقّعة علي الإتّفاقية بتسهيل العلاقات الخارجية والتجارة الخارجية للجمهورية الإسلامية في ايران. ولكن للأسف بالرغم من الوعود والإلتزامات التي تعهّدت بها هذه الدول، وحتّي اللحظة التي أتحدّث فيها معكم،وبعد مرور ستّة عشر شهراً علي تلك الوعود، للآسف إمّا أنّ هذه الدول لم تستطع أو لم ترغب بتنفيذ ما إلتزمت به، بل إكتفت بترديد هذه العبارة "نحن ملتزمون ونطلب من ايران أن تلتزم أيضاً". رأت الجمهورية الإسلامية في ايران من الصعوبة بمكان في هذه الظروف تحقيق أيّ تقدّم، لذا يجب ايجاد نوع من التوازن بين إلتزاماتنا ومسؤولياتنا، لذا فقد بدأ المسؤولون بالتقليل من الإلتزامات، فقد قمنا بإتّخاذ ثلاث خطوات بهدف ايجاد هذا التوازن بين تعهّداتنا ومسؤولياتنا في إتّفاقية خطّة العمل المشترك الخاصّة بالبرنامج النووي الايراني المخصّص للأغراض السلمية. وبعد تلك المستجدّات بدأ السيّد/ ماكرون بطرح مبادرات مختلفة، وعليه فقد بدأت الإتّصالات والرسائل المتبادلة بين الجمهورية الإسلامية في ايران وفرنسا، وخاصّة المبادرة الثنائية بين رئيسي البلدين. ونتيجة لهذه التطوّرات فقد بدأ السيّد الدكتور ظريف وزير الخارجية وبقيّة الدبلوماسيين بالإنشغال في هذه المبادرة التي كانت تقضي بفتح إئتمان لنا ويضمنوا شراء نفطنا، والمبالغ التي دشرتم إليها كانت ضمن المبادرة الآنفة الذكر، ولكن للأسف إشترطت هذه الدول أن يتمّ كلّ هذا بموافقة من أمريكا. كان هذا الأمر محلّ تعجّب وإستغراب من قبلنا، فحينما تريد هذه الدول العمل بتعهّداتها وما إلتزمت به، ترغب في الحصول علي الترخيص والتأييد من عضو لم يعد له وجود في إتّفاقية خطّة العمل المشترك! علماً أنّ التعهّدات التي كان الأوروبيون يريدون العمل بها مدوّنة في قرار مجلس الأمن الدولي. لم نسمع في العالم عن وجود دولة ترغب بتنفيذ قرار قانوني تذهب للحصول علي الترخيص أو التأييد من فرد يطالب الدول الموقّعة علي الإتّفاقية بإنتهاك القرار! لذا، فأنّ الآمر يعود إلي الأوروبيين وإلي إستقلالهم والعلاقة التي تحكمهم. أمّا الأمر المتعلّق بالجمهورية الإسلامية في ايران فيتمثّل في قيام الأوروبيين بتنفيذ إلتزاماتهم أم لا؟ لاتزال الحوارات والمشاورات تمضي علي قدم وساق، والأمر الخاصّ بالحصول علي الموافقة أو الترخيص من السيّد ترامب لايعنينا علي الإطلاق. لو رأينا أنّ الأوروبيين نجحوا في القيام بعمل ما، سوف نعود إلي إلتزاماتنا وتعهّداتنا السابقة، وإن لم ينجحوا سوف نستمر في التقليل من إلتزاماتنا خطوة بخطوة.
س: بشأن الاتفاق النووي ايضاً، بهذه الموضوع الرئيس الامريكي عندما يتحدث عن اتفاق بديل للاتفاق النووي، هو يركز على ماذا؟ على القوة الصاروخية، او هناك بنود في الاتفاق النووي يريد ترامب ان تكون دائمية، هل لديكم صورة عن هذه البنود، او ما تطالب به الولايات المتحدة؟
ج: والآن إذا أردتم الحقيقة، نحن لاندرك كثيراً ما الذي يسعي إليه هؤلاء، مانشاهده هو نوع من الإرتباك والحيرة في السياسة الخارجية الأمريكية تّجاه الجمهورية الإسلامية في ايران، ولايزال الأمر بالنسبة لنا يلفّه الغموض، ما الذي يريده هؤلاء أوّلاً، ثانياً من الذي يتّخذ القرار في أمريكا. تارة يضعون شروطاً تعدادها 12 شرطاً، وتارة أخري يتقدّمون بدون أيّ شروط للدخول في مفاوضات مع الجمهورية الإسلامية في ايران، ومرّة ثالثة يقولون أنّ الإتّفاقية النووية كانت من أسوأ الإتّفاقيات في تاريخ أمريكا، وآخيراً يقولون في المرّة الرابعة بالإمكان الوصول إلي إتّفاقية مشابهة للإتّفاقية الحالية. والان ماهو موجود هو أنّهم هم للآسف لم يلتزموا بهذه الإتّفاقية التي كانت بيننا وبين الولايات المتّحدة الأمريكية، ولكن إذا كانوا يقصدون قيام الجمهورية الإسلامية في ايران بالدخول في مفاوضات للتوصّل إلي إتّفاقية نووية جديدة، فهذا الأمر من المستحيلات، والسبب هو أنّه كان لدينا موضوعاً محدّداً تحت عنوان البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية في ايران، وهم كانت لديهم مخاوف، بينما نحن كنّا نطالب بحقوقنا من خلال هذا البرنامج، وعلي هذا الأساس توصّلنا إلي الإتّفاقية المذكورة، أمّا المواضيع الآخري التي يطرحونها بين الفينة والآخري مثل موضوع قدرات صواريخنا والمواضيع الإقليمية، لانري نحن أنّها جزء من الإتّفاقية المذكورة. نحن ننظر إلي صواريخنا كخطوط حمراء وفقاً لخبراتنا وتجاربنا خلال السنوات المنصرمة. علي أيّة حال، كلّ دولة لها الحقّ وفقاً للظروف المحيطة بها والتي تعيشها، ووفقاً لإحتياجاتها الأمنية أن تتخّذ الخطوات الضرورية، والجمهورية الإسلامية في ايران ليست إستثناءً في هذا السياق، فقد قامت بمتابعة هذا الموضوع في شكل تطوير برامجها الصاروخية التقليدية والتي هي دفاعية في الأساس. أمّا فيما يخصّ المسائل الإقليمية، فنحن من ضمن أعضاء هذه المنطقة، فايران موجودة منذ آلاف السنين هنا، وتأثيرنا طبيعي في المنطقة، وإذا كانت لديهم مشكلة بسبب تأثيرنا، لايمكن القيام بأيّ شئ في مواجهة هذا الأمر. الجمهورية الإسلامية في ايران دولة مؤثّرة وقويّة وقد أثبتت حتّي اليوم من أنّها وظّفت نفوذها وتأثيرها من أجل مصالح شعوب المنطقة والإستقرار في المنطقة وأمنها. المجهود الذي أظهرته الجمهورية الإسلامية في ايران في مواجهة الإرهاب في المنطقة وخاصّة داعش، كان في صالح جميع الدول الإقليمية ودول العالم، وبحسب قوّتها وقدرتها إستخدمت نفوذها وتأثيرها لصالح المنطقة والعالم، وإذا كان هناك جهات غير راضية عن هذا الاسلوب، عليكم أن توجّهوا السؤال لها.
س: ما مصير ناقلة النفط البريطانية؟
ج: إرتكبت السفينة ثلاثة أو أربعة إنتهاكات ثابتة أثبتتها الدوريات البحرية التابعة للجمهورية الإسلامية في ايران والتي قامت بواجبها في ايقافها. تمّ إعلام القائمين علي السفينة بالإنتهاكات والمخالفات كما تمت قراءة التهم وآخذت القضيّة مسارها القضائي. أعتقد شخصياً أنّه خلال الأيّام القليلة القادمة سوف تنتهي مشكلتهم، وسوف تصدر المحكمة حكمها في القريب العاجل ويتمّ الإفراج عن السفينة.
س: وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو اتهم ايران قبل ايام، بالمشاركة باستهداف المنشآت النفطية السعودية آرامكو، ما هو ردكم عليه؟
ج: لاحظ معي، أعلنت الجمهورية الإسلامية في ايران وأوضحت بصراحة أنّها لاتسعي لايجاد التوتّر في المنطقة. علي الرغم من الخلافات بيننا وبين بعض الدول الإقليمية، وبعض هذه الخلافات بسبب سوء التفاهم ومصدره في الخارج، لذا فأنّ هذه العوامل ليست بأسباب كي تقوم الجمهورية الإسلامية في ايران بإتّخاذ مواضع تّجاه جيرانها، وكما يُقال في العربية "البيّنة علي المدّعي"، إذا كان لديهم أيّ دليل بإمكانهم الإفصاح عنه. أحد الأسباب لتوجيههم التهم لايران يتمثّل في عدم رغبة هؤلاء في أن يصدّقوا أنّ الشعب اليمني المظلوم وصل إلي هذه المرحلة والدرجة من القدرات والطاقات بأيدي فارغة وقد أصبح بإمكانه الدفاع عن نفسه. حسناً، أنتم تعلمون أنّ الشعب اليمني ومنذ أقلّ من خمس سنوات وهو يتعرّض لأشدّ الهجمات والغارات الجوّية بشكل يومي وهو يعاني من مشكلات صحّية وغذائية كما أنّ أعداداً من اليمنيين يموتون يومياً. فأطفال اليمن في المستشفيات والمدارس وأماكن مختلفة وكذلك في مراسم العزاء وحفلات الزفاف يتعرّضون لغارات جوّية بإنتظام، كلّ ذلك سبّب في بروز كارثة إنسانية عجيبة في هذا البلد، وللأسف فأنّ العالم قد أغمض عينيه عنها. حسناً، هذا الشعب المظلوم يجب عليه الإستفادة من جميع الوسائل المتاحة له للدفاع عن نفسه كي يوقف المعتدي عند حدّه. لذا، فقد قام هؤلاء بهذا العمل، حتّي أنّهم أعلنوا صراحة أنّ الجيش اليمني والقوي الشعبية هم الذين قاموا بهذا العمل، والأمر الذي يبعث علي الإندهاش والتعجّب هو أنّهم يشيرون بأصابع الإتّهام إلي الجمهورية الإسلامية في ايران في هذه الظروف، في حال أنّ اليمنيين عرضوا الوثائق والأدلّة وأعلنوا عن تنفيذهم لهذه العملية، علماً أنّ الجمهورية الإسلامية في ايران قويّة إلي درجة أنّها لو نفّذت أيّ عملية لديها الجرأة والثقة كي تعلن مسؤوليتها عن العملية. نحن قمنا بإسقاط الطائرة الأمريكية التجسّسية من دون طيّار حينما إنتهكت مجالنا الجوّي وقد أعلنّا بشكل رسمي أنّ وسائل دفاعنا الجوّي قامت بهذه المهمّة ولم نهاب أحدّاً للإدلاء بهذا الإعتراف. لذا، يبدو من الظاهر أنّ أوّل شئ يقوم به الأمريكيون والبعض من الآفراد هو توجيه التهمة لايران والتي هي لا أساس لها من الصحّة وغير مقبولة.
س: السعودية والامارات بعد خمس سنوات من العدوان على اليمن، لم تحققا اي انجازاً عسكرياً او سياسياً على ارض الواقع، وايران صرحت قبل اربع سنوات وعلى لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف بان هناك مبادرة ايرانية للتوصل الى حل سياسي في اليمن، انتم وخلال لقاءاتهم مع اليمنيين وخاصة مع قياديي انصار الله، هل لاحظتم تجاوباً من هذه الحركة للتوصل الى حل سياسي؟
ج: أعلنت الجمهورية الإسلامية في ايران لمختلف دول العالم عن رغبتها في حلّ الأزمة اليمنية، بالرغم من أنّنا لا نقوم بتوجيه اليمنيين، ولكن إذا كان هناك القليل من التأثير عليهم، سوف نقنعهم ان شاء الله بالتوجّه صوب الحوار والتفاوض والحلّ السياسي، وللعلم فقد قمنا بهذا العمل. خلال المحادثات التي أجريناها مع أعضاء "ايه أربعة" إستفدنا من وجودنا ورجونا من اليمنيين ومن أنصار الله بأن ينضمّوا إلي هذه المفاوضات، وآخر انموذج لهذا تبلور في طهران، فحينما كان المتحدّث بإسم أنصار الله موجوداً في طهران، إجتمع مع سفراء أربع دول أوروبية معتمدين لدي ايران، والجميع بمافيهم الأوروبيين إعترفوا بفائدة هذا الإجتماع، لذا فأنّ اليمنيين بدأوا هذا العمل. أو المحادثات التي عُقدت في أوستوكهولم عاصمة السويد، فقد قامت الجمهورية الإسلامية في ايران بايفاء دور مهمّ فيها حيث سهّلت هذه المحادثات. ولاتزال الجمهورية الإسلامية في ايران تعتقد أنّ المشروع الذي تضمّن أربع مواد بخصوص السلام في اليمن لايزال موجوداً بقوّة ونحن نتابعه عن كثب. نحن علي إستعداد للحوار مرّة أخري، وسنقدّم المساعدة المطلوبة في سير هذه العملية، ولكن بشرط أن يكفّ المعتدي غن أفعاله كخطوة أولي، كما يجب علي التحالف بقيادة السعودية ايقاف الغارات الجوّية الموجّهة ضدّ الشعب اليمني، كي تتهيّأ الأرضية بعد إعلان وقف إطلاق النار من أجل بدء الحوار وايصال المساعدات الإنسانية إلي الشعب اليمني البرئ والمظلوم الذي يعاني من مشكلات صحّية ونقص في المواد الغذائية، وتجتمع المجموعات اليمنية المختلفة بالرغم من الخلافات التي تعصف بها من أجل إقامة حوار شامل. والجمهورية الإسلامية في ايران من المؤكّد أنّها سوف تساعد في هذه العملية.
س: في سوريا هناك عدة قضايا رئيسة، اولاً الاوضاع في ادلب، وثانياً الدعم الامريكي لقوات سوريا الديمقراطية والتواجد الامريكي هناك، وثالثاً ما يسمى بالمنطقة الآمنة التي اقامتها امريكا مع تركيا في شرق الفرات، هل ايران وخلال زيارة الرئيس روحاني الى انقرة قبل ايام، ناقشت هذه القضايا؟ وهل تمت التوصل الى نتائج حولها؟
ج: تُعتبر الأوضاع في سورية، وبالأخصّ الأوضاع الميدانية، واحدة من هواجسنا، كما أنّها هاجس لجميع الدول الإقليمية المطالبة بالسلام والإستقرار. نحن نعتقد بوجوب الحفاظ علي السيادة الوطنية ووحدة الأراضي السورية ووجوب إحترامها، وعلي جميع القوي الأجنبية التي دخلت الأراضي السورية من دون تلقّيها أيّ دعوة من الحكومة السورية الرسمية وتقوم بأعمال في هذه البلاد يجب عليها مغادرة هذه البلاد، لاشكّ توجد مشاكل في تلك المنطقة التي تتواجد فيها هذه القوي. أمّا بالنسبة للدول الثلاث ايران وروسيا وتركيا الضامنة لعملية وقف إطلاق النار في سورية، فهي متّفقة علي المبادئ العامّة علي الإتّفاقيات، ونحن نأمل أن تنتهي هذه المشكلات بسرعة وأن تغطّي السيادة الوطنية السورية جميع أنحاء البلاد مرّة أخري.
س: على سبيل المثال هل ابلغت ايران الجانب التركي تحفظاتها حول المنطقة الآمنة؟
ج: كلا، شخصياً لا علم لي بالتفاصيل، لكنّني أحتمل طرح هذا الموضوع في المحادثات الثنائية بين رئيسي ايران وتركيا، أو بين المسؤولين الآخرين أو حتّي في المحادثات الثلاثية التي جرت في تركيا. ليس لديّ التقرير الخاصّ بهذا الموضوع، لكنّه واحد من أهمّ المواضيع الذي يجب التطرّق إليه.
س: مقرات الحشد الشعبي العراقية تعرضت في الاونة الاخيرة الى هجمات بطائرات مسيرة، وفي نفس الوقت رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قال ان كيانه سيستهدف اي مواقع ايرانية، في اشارة الى مقرات الحشد الشعبي، هل لديكم أدلة ووثائق على تورط الكيان الاسرائيلي في هذه الهجمات ضد قوات الحشد الشعبي؟
ج: نحن نعتقد أنّ ماتتوصّل إليه حكومة العراق من نتيجة وتعلنها رسمياً، سوف نحترمها، علينا أن نري ما هي النتيجة الرسمية لتحقيقات الحكومة العراقية. والحشد الشعبي من القوي المؤثّرة، وهو الآن تحت إشراف الحكومة العرقية والجيش العراقي، كما أنّه جزء من القوّات المسلّحة العراقية، وأيّ إعتداء عليه يُعتبر إعتداءً علي العراق وعلي السيادة الوطنية في هذا البلد. نحن ننتظر كي نري ما الذي سيحدث وما هي نتائج التحقيقات التي ستظهر. ولكن إذا ما هاجمت قوّات الكيان الصهيوني نقطة في ايران أو قوّات ايرانية فسوف تواجه فوراً بردّ ساحق من قبل قوّاتنا. في السابق إرتكب الصهاينة مثل هذا الخطأ في سورية، وقد شاهدوا نتيجة خطأهم هذا، لكنّهم يميلون إلي القول أنّه في حال وجود مبني خرب غير مآهول ويُستهدف من قبلهم أنّ آجر هذا المبني ايراني، لذا فأنّنا قد هاجمنا مبني يُعتبر مقرّاً للايرانيين. لكنّني لا أعتقد أنّهم يتحلّون بالشجاعة كي يهاجموا بطريقة مستقيمة أهدافاً لها صلة بايران، والسبب أنّ الصهاينة سوف يواجهون عواقب مؤلمة جدّاً.
س: قبل اسابيع حزب الله لبنان رد على الاعتداء الاسرائيلي واستهدف موقعاً في عمق الكيان الاسرائيلي، برأيكم هل وصلت الرسالة للكيان الاسرائيلي بأن رد المقاومة سيكون حاسماً وحازماً ضد اي اعتداء اسرائيلي؟
ج: لاحظ معي، حزب الله يمثّل جزءاً من الحكومة في لبنان، ولديه أعضاء في البرلمان اللبناني إضافة إلي تآثيره في أوساط الشعب اللبناني وإستقلاليته. تدعم الجمهورية الإسلامية في ايران الحزب المذكور، أقصد الدعم السياسي، ولكن ليس بمعني أنّه غير مستقلّ في أعماله ولايملك هويّة مستقلة. فيما يخصّ دعم ومساندة الجمهورية الإسلامية في ايران لحزب الله اللبناني أو جميع المجموعات والحركات التي تجاهد في سبيل حقوق شعوبها ليس بالأمر الجديد، فقد كان هذا الدعم موجوداً بإستمرار، وحزب الله قد نضج بما يكفي كي يتّخذ قراراته بنفسه، كما أنّه قوي إلي درجة أنّه قد أصبح بإمكانه أن يردّ علي أيّ إعتداء علي الشعب اللبناني وحكومة لبنان، أعتقد أنّهم قد لقّنوا الصهاينة درساً جيّداً.
س: هناك تصويت من قبل الكيان الاسرائيلي ضد الفصائل الفلسطينية والضفة الغربية وقطاع غزة، وايضاً بنفس الوقت هناك زيارات مكوكية لقادة الفصائل الفلسطينية المقاومة الى طهران، كيف تقرأون المشهد اليوم؟
ج: المجموعات الفلسطينية علي هذا المنوال أيضاً، كما أسلفتُ لكم فأنّ جميع المجموعات والحركات العاملة من أجل التحرير والتي تجاهد ضدّ الظلم والعدوان سوف تحصل علي الدعم السياسي والمعنوي من الجمهورية الإسلامية في ايران. علاقاتنا مع جميع المجموعات الفلسطينية جيّدة جدّاً منذ بداية قيام الثورة الإسلامية بغضّ النظر عن مواقع تواجدها والأعمال الخاصّة التي تقوم بها، وهذه العلاقات لاتزال مستمرّة كما كانت في السابق.
س: زيارة وفد من جماعة طالبان الى طهران، ما السرّ وراء هذه الزيارة؟
ج: يجب الإعتراف بحركة طالبان كحقيقة علي الأرض في آفغانستان، وهذا لايعني أنّ الحركة مخوّلة بالسيطرة علي الحكومة بالكامل في هذا البلد، أي أن تصبح الجانب الرئيس في الحكومة. أجرينا محادثات مع جميع الأطراف والمجموعات الأفغانية تحت إشراف الحكومة الأفغانية ، وهذا يعني أنّ المحور بالنسبة لنا يتمثّل في الحكومة الوطنية في هذا البلد، كما نعتقد أنّ جميع المجموعات يجب أن يكون لها دور في العملية السياسية والديمقراطية في أفغانستان. علي هذا الأساس، إذا كانت الجمهورية الإسلامية في ايران تجري محادثات فانّها لاتكون مع مجموعة واحدة فحسب، أوّلاً مع الحكومة المركزية، ومن ثمّ مع حركة طالبان ومختلف الحركات والمجموعات التي تسعي إلي إحلال السلام والإستقرار في آفغانستان، وكلّ هذا من أجل تحقيق الأمن والإستقرار والهدوء في البلد الجارّ لنا. فقد أعلنت الجمهورية الإسلامية في ايران مراراً أنّه ليس في حدودها الشرقية فحسب، بل الحدود الغربية والشمالية والجنوبية، للعلم نحن لدينا 15 دولة جارّة لنا، فأمن هذه الدول ورفاهيتها وراحتها متداخلة ومتشابكة مع أمن ورفاهية وراحة الجمهورية الإسلامية في ايران، وكلّ ماكانت هذه الدول تتمتّع بالأمن والهدوء، سنتمتّع نحن أيضاً بالهدوء والأمن. لذا، سوف نسعي ، إذا كانت لدينا القوّة أو التأثير أو كان بوسعنا فعل شئ من أجل السلام والإستقرار والهدوء في المنطقة، وعلي الأخصّ في آفغانستان، سوف لن نتواني عن إستخدام تأثيرنا ومقدرتنا.
س: هل نظرة طهران لجماعة طالبان هو مجرد أمر واقع؟ أم ان هناك مؤشرات تدل على ان طالبان غيرت من نهجها؟
ج: يبدو أنّ حركة طالبان قد غيّرت من توجّهاتها مقارنة بالماضي. فهي علي إستعداد للدخول في عملية المشاركة السياسية في أفغانستان، فالمحادثات التي يجريها أعضاء الحركة سواء مع الحكومة الأفغانية أم مع الدول كايران، أو من خلال محادثات متعدّدة الجوانب. كلّ هذا يوضّح أنّ هؤلاء علي إستعداد للمساهمة في السلطة والسياسة في أفغانستان، والجمهورية الإسلامية في ايران سوف تقدّم هذه المساعدة بتوجيه من الحكومة المركزية في كابول بهدف إعادة الأمن والإستقرار في أفغانستان.