وسجلت خدمة الطقس الوطنية في فيربانكس، ألاسكا، "عددا" من ومضات البرق على بعد نحو 482 كم من القطب الشمالي، يوم السبت 10 أغسطس.
وأوضحت تقارير "ناشيونال جيوغرافيك" أن هذا العدد بلغ 48 مرة، ما يجعل الاضطرابات الحاصلة أكثر تطرفا مقارنة بغيرها من الأحداث المماثلة.
كما كشفت خدمة الطقس الوطنية في تغريدة على "تويتر" نشرها عالم المناخ، برايان بريتشنايدر، أن الحدث الغريب في الشمال لا يشبه أي ضربات برق حاضرة في الذاكرة الحديثة.
وعادة ما يكون البرق ناتجا عن جبهتين مختلفتين: واحدة أقل ارتفاعا دافئة ورطبة، وأخرى أعلى باردة وجافة.
وعلى الرغم من أن التقاء هذين الشرطين في الغلاف الجوي قد يكون نموذجيا في أي مكان آخر حول العالم، إلا أن الظاهرة في القطب الشمالي- المعروف بدرجات الحرارة الباردة- تعني أن درجة حرارة الأرض رطبة بدرجة كافية لتحفيز البرق.
ووفقا لتقرير صادر عن "ناشيونال جيوغرافيك"، فإن الجبهات المتباينة بشكل غير عادي يمكن أن يغذيها ذوبان الجليد البحري السريع في بحر القطب الشمالي.
وبهذا الصدد، قال ريك ثومان، أخصائي المناخ في ألاسكا بالمركز الدولي لأبحاث القطب الشمالي: "إنه عام من الدفء الاستثنائي وانحسار الجليد البحري في جميع أنحاء القطب". ومن دون هذا الجليد، يستمر تسخين مياه بحر القطب الشمالي بواسطة الشمس، ما يشكل مياها أكثر دفئا وجبهات لاحقة.
ويبدو أن الطقس غير الطبيعي يعكس ظاهرة متزامنة من حرائق واسعة النطاق، استمرت في الانتشار في جميع أنحاء القطب الشمالي هذا الصيف، بما في ذلك حرائق تغذيها الإضاءة ودرجات الحرارة الأكثر دفئا.
وتقول المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) إن نطاق حرائق الغابات في القطب الشمالي هذا الصيف، "لم يسبق له مثيل"، حيث سجلت الوكالة أكثر من 100 حريق في جميع أنحاء الدائرة القطبية الشمالية.
والشهر الماضي، وصلت درجات الحرارة في ألاسكا إلى مستويات قياسية، ما أثار حرائق على طول نهر "يوكون" ودائرة القطب الشمالي.