عندما كنتُ في المسجد وانفجرت العبوة، منذ أن سقطتُ على الأرض أوّل مرّة -ولم أدرك كيف هويتُ إلى الأرض- إلى أن غبتُ عن الوعي بشكل كامل، عدتُ إلى الوعي ثلاث مرّات وفي كلّ مرّة عشت حالةً معيّنة.
مستحيل أن أنسى تلك الحالات. سأسرد لكم إحداها:
في إحدى تلك الحالات، شعرتُ بأنّني على وشك أن أرحل؛ أي أنّني شعرتُ بالموت واقفاً أمامي. وفي ذلك الجانب من الحدود يقع عالم البرزخ، رأيتُ نفسي وشعرت في تلك الحالة أن لا ملاذ للإنسان سوى الله؛ لا يوجد ملاذٌ غيره! أي أنّه مهما كدّس من الأعمال، لن يكون واثقاً من أهليّته التي تخوّله العبور إن عجز عن اكتساب الرّحمة والتفضّل الإلهي. يراود المرء الشّك: هل أدّيتُ هذا العمل بإخلاص؟ هل كانت نيّتي خالصة لوجه الله مئة بالمئة؟ ألم يشُب هذا العمل الشّرك والرّياء؟ ألم تكن هناك مراعاة لهذا وذاك؟ على كلّ حال فإنّنا مركز للعيوب. للأسف، بداخلنا جميع أنواع الشّوائب.
هناك يشعر الإنسان بأنّه أشبه بقشّةٍ معلّقة بين الأرض والسّماء. ينقطع عن كلّ شيء. لقد شعرتُ حينها بحالة الانقطاع هذه وتضرّعت إلى الله وقلت: "إلهي! أنتَ ترى كم أنّني خالي الوفاض ولا أملك أيّ شيء وتعلم بحاجتي إليك! إن تتفضّل فقد تفضّلت وإلّا فسأرحل". لم أكن أقصد الموت؛ قصدت الرّحيل عن وادي السّعادة. ثمّ غبت عن الوعي ولم أدرك أيّ شيء...
يذكر أن في ٢٧ حزيران عام ١٩٨١ ميلادي استهدفت منظمة رهبويان فرقان (السائرون على درب الفرقان) الإرهابية ممثّل الإمام الخميني (قدّس سرّه) في المجلس الأعلى للدفاع وإمام جمعة طهران الإمام السيّد علي الخامنئي حيث باءت هذه العمليّة بالفشل وتماثل سماحته للشّفاء.