اعلن الرئيس الامريكي في آخر مواقفة التي تسودها الفوضى، من ايران، ان الحرب اذا اندلعت مع ايران ستكون قصيرة، كما انه لن يكون مضطرا الى ارسال جنود اضافيين الى منطقة الشرق الاوسط.
قبل ذلك صرح ترامب انه سيمحو اجزاء من ايران، اذا تعرضت ايران لاي شيء امريكي في المنطقة، وقبل هذا وذاك، قال ترامب ان الحرب مع ايران ستعني رسميا نهاية ايران، لان امريكا اقوى دولة في العالم، كما يقول ترامب.
ليس هناك من ينكر ان امريكا اقوى دولة في العالم، وانه لا يمكن قياس القوات المسلحة الايرانية بالقوات المسلحة الامريكية، وهذه الحقيقة يعلن عنها الايرانيون، وهم ليسوا بحاجة ليذكرهم بها ترامب، ولكن ان يحدد ترامب، ان الحرب مع ايران ستكون قصيرة وخاطفة، وانها ستضع نهاية رسمية لايران وان تختفي اجزاء من ايران، فهذا الامر محل نقاش ونقاش حاد جدا.
اولا على ترامب ان يعرف ان الحرب التي خاضتها امريكا في العراق وافغانستان، ستكون نزهة لامريكا اذا ما تجرأ ترامب وهاجم ايران، فايران وان كانت اقل تسليحا من امريكا، الا انها ستحدث في الجسد الامريكي جرحا عميقا سيظل ينزف حتى يشل اجزاء كبيرة من هذا الجسد، كما ان المنطقة التي يدعي ترامب الحفاظ على امنها وفي مقدمتها 'اسرائيل'، لم تبقى كما كانت قبل الحرب.
ثانيا، على ترامب ان يعلم، ان بامكانه ان يبدأ الحرب ضد ايران، ولكن بعد ذلك فورا سيفقد القدرة بالمطلق على السيطرة على مجرياتها، فهناك مئات العوامل التي ستتدخل في هذه الحرب رغم ارادة ترامب وخطط قادته العسكريين.
ثالثا، على ترامب ان يعلم، ان الحرب الخاطفة، او توجيه ضربات جوية وصاروخية ضد ايران، ومن ثم التوقف، لن تنفع مع ايران، فإي طلقة تطلق على ايران، ستعني حربا شاملة، ووضعت ايران بنك اهداف، سيتساقط خلال ايام اذا لم نقل ساعات، مئات بل الاف الجنود الامريكيين عبر استهداف القواعد الامريكية في المنطقة برمتها، بالاضافة الى حاملات الطائرات والقطعات البحرية الامريكية في المنطقة.
رابعا، على ترامب ان يعلم، ان ايران اذا قررت، فعلت، وما اسقاط درة التكنولوجيا الامريكية المتمثلة بطائرة التجسس الامريكي كلوبال هوك، التي تتجاوز قيمتها اكثر من 200 مليون دولار، الا دليلا على ان قوة ايران، التي تتعامل مع امريكا ككتاب مفتوح، فهذه القوة التي تسندها ارادة لا تقل قوة عن القوة العسكرية، بل هي التي تشرف على ادارة هذه القوة.
خامسا، على ترامب ان يعلم، انه سيخسر بالتاكيد الانتخابات الرئاسية المقبلة في حال شن عدوانا على ايران، كما انه سيجعل امريكا منبوذة في العالم اجمع، فهذا العالم سيحمله مسؤولية كل تداعيات الحرب، بعد ان انسحب من الاتفاق النووي وفرض حظرا شاملا على ايران، وعمل على تصفير صادرات نفط ايران، مما ادى الى تأزيم الاوضاع في المنطقة.
سادسا واخيرا، على العالم اجمع ان يعلم، ان كل تهديدات ترامب،لا تخرج عن نطاق الحرب النفسية، لدفع ايران الى المفاوضات، لمعرفته انه لن يتمكن من تحقيق اي شيء في حال رضخ للفريق 'باء' وشن العدوان على ايران، فحينها سيخسر كل شيء، الانتخابات والرئاسة وجنوده وحلفائه ومصالحه، كما سترتفع اسعار النفط الى اكثر من 300 دولار.
ان سر الكذبة التي اختلقها ترامب ليتهرب من المواجهة مع ايران، يكمن في الخرق الامني الكبير الذي حققته ايران، لمنظومة التجسس الامريكية، عندما نجحت في الكشف عن اكثر طائرات التجسس الامريكي سرية، من خلال تحديد لحظة انطلاقها من الامارات ومسير حركتها حتى اسقاطها، الامر الذي كشف للامريكيين ان الايرانيين قريبون جدا منهم، وهي العبارة التي طالما رددها اللواء قاسم سليماني، دون ان يدرك الامريكيون مغزاها في حينها.