وأعلنت عالمة الفيزياء أليسون كيركباتريك، خلال الجلسة 234 للجمعية الفلكية الأمريكية في سانت لويس، يوم الخميس الماضي، اكتشاف 22 جسما تسمى "كوازارات باردة"، وهي عبارة عن مجرات مشرقة بشكل لا يصدق، تموت في أبعد المناطق في الكون.
وتعرف "الكوازارات"، بأنها ثقوب سوداء هائلة محاطة بكميات هائلة من الغاز والغبار، ما يجعلها فائقة السطوع، وأكثر إشراقا من المجرة التقليدية، ويمكن إنشاؤها عندما تندمج مجرتان وتتصادم الثقوب السوداء بينهما.
وعلى سبيل المثال، ستحدث بداية نهاية مجرتنا بعد بضعة مليارات من السنين، حيث أنها تقع في مسار تصادمي مع "مجرة أندروميدا"، أقرب جار لنا، وستنتهي المجرتين بإنشاء "الكوازارات"، الناتجة عن قوة التصادم.
وفي نهاية المطاف، سيبدأ الغاز والغبار في السقوط وسط "الكوازارات"، وسيتم تفجيرها في الفضاء. وتكهن علماء الفلك بأن هذه النقطة هي في الأساس نهاية حياة المجرة، أي عندما تفقد القدرة على تكوين نجوم جديدة وتصبح "سلبية".
لكن كيركباتريك وفريقها، اكتشفوا أن جزءا صغيرا من هذه "الكوازارات الباردة" تشكل النجوم الجديدة.
وفحص العلماء السماء باستخدام الأشعة السينية والتلسكوبات المزودة بالأشعة تحت الحمراء، ووجدوا 22 كوازارا على مسافة تتراوح بين 6 و12 مليار سنة ضوئية، تظهر أشكال غير عادية.
وقالت كيركباتريك إن هذه الأجسام البعيدة تتوهج مشرقة بما يكفي لبدء مخاض الموت، لكنها ما تزال تحتوي على غيوم باردة من الغبار، مما يشير إلى أنها لم تفقد بعد القدرة على ولادة نجوم جديدة.
وأوضحت كيركباتريك: "هذه المجرات نادرة لأنها في مرحلة انتقالية، لقد رصدناها قبل إخماد تشكيل النجوم في المجرة، ويفترض أن تكون هذه الفترة الانتقالية قصيرة للغاية".
وأشارت كيركباتريك خلال المؤتمر الصحفي، إلى أن الرياح كانت قوية بشكل لا يصدق عند تحركها عبر المجرة، لذلك ستستمر هذه الفترة لنحو 10 ملايين عام، وهي عبارة عن طرفة عين بالنظر إلى الأطر الزمنية للكون، وبالتالي، فإن هذه "الكوازارات الباردة" تعد نادرة بشكل لا يصدق، كما يعد اكتشافها خطوة مهمة في تحديد مدى نضوج المجرات، وعيشها وموتها في نهاية المطاف.
وتعتقد كيركباتريك أن هذا سيكون مصير مجرتنا، إلا أنه ما يزال أمامنا 3 إلى 4 مليارات سنة لوقوع مثل هذا الحدث، وربما سنواجه مشكلات أخرى بحلول ذلك الوقت، مثل الشمس المتوسعة الجاهزة لابتلاع الأرض بأكملها.