كما ان ايران ترى وتعتقد بأن الولايات المتحدة لا تلتزم بتعهداتها، الامر الذي جاء على لسان قائد الثورة الاسلامية في اكثر من مناسبة بأن طهران لا تتفاوض مع اميركا ولا تريد الحرب وتريد تخفيف التوتر في المنطقة.
ومن هنا فان مارشح من الموقف الايراني مؤخرا لايمكن فهمه الا في سياق العزة الوطنية لانه لايمكن لاي عاقل ان يصدق مزاعم ترامب او يثق برسائله ولان ايران دولة مبدئية وذات ثقل اقليمي ودولي لايمكنها ان تنساق وراء السراب الامريكي, لان ترامب هو من مزق الاتفاق النووي وداس عليه ولان ترامب هو من تعهد باسقاط النظام الاسلامي ومن الّب عليه ,وهو من ارسل البوارج الحربية الى المنطقة في تصعيد خطير وتهديد للامن والسلم العالميين وهو من يستهين بمقدسات وعقيدة الامة وهو من يسلم ارض المسلمين الى المحتل الغاصب دون اي احترام لتعهدات امريكا بهذا الشان , وبالتالي فان رفض الامام الخامنئي لرسالة ترامب هو الموقف المبدئي الرسالي المحمدي الاصيل وهو التعبير الحقيقي عن صوابية الموقف السياسي لايران باعتبار ان ايران تتمتع بالعزة الوطنية والدينية التي لم يرى التاريخ مثيلا لها الا في بعض المقاطع والمساحات التاريخية النادرة والسالفة.
ومن هنا وجدنا قضية استهداف ناقلات النفط النرويجية واليابانية جاءت اثر الموقف المبدئي الايراني من رسالة ترامب حيث حاولت واشنطن توجيه التهمة لايران بعجلة دون اي تحقيق ورغم ان الجميع يعلم ان ايران لم ولن تكن بهذا المستوى للتعرض لناقلات النفط العالمية وهي من يملك مفتاح مضيق هرمز والتحكم بحركته , كما ان اي تحليل سياسي محايد لايخرج عن القول بان امريكا او دميتها الكيان الصهيوني او اذنابها هم من يقفون وراء ذلك , وهذا يعود لعدة حقائق:
اولا - الى محاولة التغطية على رفض الامام الخامنئي لرسالة ترامب حيث عودتنا امريكا باستخدام وسائل التموية وسحب الانظار الى قضية اخرى عندما تفشل في قضية معينة كما ان امريكا تسعى للانتقام من الموقف الايراني الجرئ حيث لم تستطع دولة ما في العالم على التعامل مع امريكا بمثل ماقامت به ايران وهذا يعتبر تمريغا لانف امريكا في الوحل.
ثانيا - كما انه ياتي لاعطاء مبرر لامريكا من اجل تصعيد الموقف العسكري مجددا ومحاولة ايجاد ذريعة او مبرر للتصعيد بعد ان ادرك العالم حقيقة الموقف الايراني المسالم والشفاف وغير المتهور.
واخيرا - كيف يمكن التصديق بقيام ايران باستهداف ناقلة يابانية في وقت يقوم رئيس وزرائها بزيارة لطهران اللهم الا اذا تذكرنا التهديد الصهيوني لليابان بعدم القيام باي زيارة لطهران والا فان اليابان ستتحمل وزر عملها, وهذا ما اشار اليه وزير الخارجية الايراني جواد ظريف عندما وصف حادث تفجير ناقلتي النفط النرويجية واليابانية بالامر المريب والمثير للشبهات , وهو بذلك يعي تماما مايقول ويدرك بان وراء الاكمة ماوراءها؟.
وبالفعل فان ماجرى من عودة لحرب الناقلات انما هو شكل من اشكال التامر الصهيو – امريكي الذي بدات ادواته ومناخاته تتحرك باتجاهات غير طبيعية وهي موجة جديدة من الضغط على الموقف الايراني الصامد والمتفوق والذي سيواجه من جديد بموقف ايراني فاعل ومؤثر ليعيد ترامب ونتنياهو وبن سلمان الى صوابهم كما هو الحال مع الاحداث والمخططات السابقة .
جهاد العيدان ـ العالم