ومن أهم هذه التقاليد العيدية حيث يتجمع الأطفال يوم العيد حول آبائهم وأقاربهم وأجدادهم للحصول على حظهم من النقود..
إن كلمة عيدية تعني العطاء والعطف وهي مشتقة من كلمة عيد ومعناها كثرة عوائد الرحمن على عباده وهي إما أن تكون عوائد مادية أو روحانية.
ظهرت العيدية في مصر في العصر الفاطمي على يد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي الذي أراد أن يستميل قلوب الشعب إليه في بداية حكمه للبلاد، كان يحب أن يرى الناس مسرورة وسعيدة وهو نوع من الدعايا بالنسبة له.
عرفت العيدية في ذلك الوقت باسم الرسوم أو التوسعة وكانت الدولة توزع النقود والهدايا وكسوة العيد على المواطنين ورجال الدولة كما كانت تهدي الدراهم الفضية للفقهاء وقراء القرآن الكريم.
في صباح يوم العيد كان الخليفة يخرج على الرعية الذين يأتون للقصر وينثر الدراهم والدنانير الذهبية عليهم.
ويقول الدكتور إبراهيم العناني عضو اتحاد المؤرخين العرب في دراسة تاريخية بعنوان "تاريخ العيدية عبر العصور": إن الفاطميين أطلقوا على عيد الفطر اسم "عيد الحلل" وذلك لأنهم كانوا يتولون مهمة كساء الشعب في هذا العيد وخصصوا لذلك 16 ألف دينار "عام 515 هجرياً" وخصصوا للكعك 20 ألف دينار وأنشأوا "دار الفطرة" وهي دار حكومية تولت صناعة الكعك وكان يعمل بها 100 عامل منذ شهر رجب حتى النصف من رمضان.
وفي بداية حكم الفاطميين كان هناك ازدهار اقتصادي واسع لكن العيدية بدأت تقل قيمتها بعد أن أصاب الدولة بعض الركود الاقتصادي..
العيدية في العصر المملوكي
تحولت العيدية ليصبح اسمها "الجامكية" وهو اصطلاح فارسي يعني العطية المادية وكانت تقدم على هيئة طبق به حلوى فاخرة ودنانير فضية أو ذهبية.
كان السلطان يقدمها إلى الأمراء وكبار رجال الجيش والدولة وتختلف قيمتها باختلاف رتبة الشخص ومكانته الاجتماعية.
كان السلطان يأمر أيضاً بذبح الأضاحي وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين وإقامة الموائد طوال أيام العيد، كما كانت توزع أكياس من الدراهم والدنانير على الناس وتصرف الكسوة للمحتاجين.
العيدية في العصر العثماني
صار تقديم العيدية يقتصر على الأطفال في صورة نقود بعد أن كان يتم تقديمها للأمراء ورجال الدولة والمواطنين.
وصار الأب والأم والأقارب بدورهم يمنحون الأطفال نقود العيدية الجديدة بعد صلاة العيد مباشرة.
وبعد ذلك، لم تعد العيدية تقتصر على الأطفال فقط، فقد صار الرجال يقدمونها لأمهاتهم وأخواتهم وزوجاتهم وبناتهم خلال زياراتهم ومعايداتهم في العيد.
والعيدية ليس لها قيمة محددة بل تختلف باختلاف الوضع المادي لكل شخص.