حجم الغذاء المهدور في الدول العربية وصل درجة كبيرة، ليزداد هذا الهدر خلال شهر رمضان الكريم بحسب إحصائية نشرها موقع economist البريطاني، ففي الإمارات العربية المتحدة يزداد نصيب الفرد من نفايات الطعام خلال شهر رمضان الكريم بمقدار 1,8 كغ إضافية، أي بزيادة 67 في المئة.
في الوقت الذي أعلنت فيه مؤسسة الحبوب السعودية على أن قيمة الهدر الغذائي في البلاد تصل لحوالي 13 مليار ريال سنويا، وتبلغ حصة الفرد الواحد 184 كغ سنويا من هذه المواد.
وتعد المملكة العربية السعودية البالغ عدد سكانها 33 مليونا الأولى عالميا في هدر الطعام، بحسب ما نقلت وزراة البيئة والمياه والزراعة.
يتضاعف الهدر الغذائي خلال شهر رمضان حيث تتنوع الموائد الرمضانية بأشكال وأصناف مختلفة من الأطعمة التي تزينها والتي ما تلبث أن تصبح عبئا نتيجة لعدم استهلاكها لتجد طريقها إلى النفايات.
وتعتبر العادات والتقاليد الممثلة بالكرم والضيافة والحالة النفسية التي يعيشها الصائم أحد الأسباب الهامة للهدر بالإضافة للطرق غير الصحية في نقل الخضار والفواكه إلى الأسواق والتي ما تلبث أن تصبح غير صالحة قبل دخولها للأسواق.
كما ويعتبر نظام موائد "البوفيه" الذي أصبح دارجا في السنوات الأخيرة مسؤولا رئيسيا عن ارتفاع نسبة الهدر في وقت تظل فيه الفنادق والمطاعم الفاخرة بتقديم وجباتها طوال فترة الليل.
حلول ومقترحات من وجهة نظر خبراء الاقتصاد والتغذية
وصف الخبير الاقتصادي السعودي، محمد سرور الصبان، بأن مشكلة الهدر الغذائي هي مشكلة رئيسية وترتبط بالعادات والتقاليد كالكرم من جهة ونقص الوعي لدى الكثيرين من أبناء العالم العربي.
وأضاف الصبان قائلا "بأن الهدر الغذائي ورمي كميات كبيرة من الغذاء في النفايات يؤثر على الأمن الغذائي العربي، فالدول العربية تستورد معظم احتياجاتها الغذائية من الخارج، في الوقت الذي تستطيع فيه السودان بان تكون بمثابة مزرعة للدول العربية في الغذاء الى أنها لم تستثمر بشكل جيد".
وحول الهدر في المملكة العربية السعودية قال الصبان" بأن الهدر يؤثر على اقتصاديات الدول وميزانياتها، فحجم الهدر في المملكة وصل لحوالي 50 مليار ريال سعودي، ويجب معالجة هذا الهدر، أولا من خلال زيادة الوعي لدى المواطن السعودي والعربي بشكل رئيسي، وثانيا في محاولة التأثير على بعض العادات والتقاليد التي كانت صالحة في فترة معينة الى أنها تؤثر سلبا في استدامة الوضع الاقتصادي في مختلف البلدان العربية، وبالإمكان التوضيح بأنه كلما زاد الهدر كلما زادت عملية تحويل العملة الصعبة من السعودية إلى الدول العربية ومنها إلى الخارج، وهو ما يؤثر سلبا في الميزان التجاري لهذه الدول.
واختتم الصبان قائلا "بأن هذه العادات تؤثر على اقتصاد الدول وعلى الاستدامة الاقتصادية لها ولابد من التأثير تدريجيا في السلوك الإنساني للعادات الاستهلاكية على أمل أن يتم تغييرها".
من جهته تحدث الطبيب رالف عيراني، دكتور الطب الغذائي والبديل، حول مشكلة الهدر قائلا "بأن استهلاك الفواكه والخضروات والبقوليات والمواد التي يسهل هضمها يخفف من الهدر والنفايات الناتجة عنها، حيث يؤدي سهولة هضم هذه المواد إلى التقليل من النفايات".
كما وتحدث عيراني تناول الطعام حلال فترة الصيام قائلا " بأن تناول الطعام في شهر رمضان يتم ليلا في الوقت الذي يفضل به الجهاز الهضمي العمل نهارا، ليسمح للكلى والكبد بتصريف الأوساخ الناتجة عن عملية الهضم خلال النهار والناتجة عن عمليات الاستقلاب، وتناول الوجبات الدسمة وعالية السعرات الحرارية يؤدي الى تكديس هذه السموم والمواد الأمر الذي يتسبب بالشيخوخة المبكرة للخلايا".
وأضاف عيراني قائلا " بعد شهر رمضان تكثر حالات المصابين الذين يعانون من مشاكل في عسر الهضم والنفخة والغازات والإسهال، في الوقت الذي نرى فيه الجهاز الهضمي من خلال الفحوصات بوضع غير جيد ومنتظم".
ونصح عيراني بتناول القمح الكامل والشوفان والأرز الكامل والمكسرات والابتعاد عن الفواكه المجففة التي تحتوي بعض الفطريات المسببة للمواد المسرطنة.