أزِفَ الكَرْبُ واستُبيحَ الذِّمارُ
مُذْ قضى حيدرٌ وحَلَّ الدَّمارُ
غِيلَ مَنْ كانَ بلسماً للبرايا
والجميلَ الخِلاق فهو المنارُ
قُتِلَ البَرُّ والأمامُ المُواسِي
بِفدا النفْسِ في الوغى كرّارُ
بابُ علمِ النبيِّ خيرُ البرايا
معهُ الحقُّ تابِعٌ دَوّارُ
أشْهَرَ الخيرَ فاستضاءَتْ عقولٌ
واستَنارتْ بعلْمهِ الأفكارُ
نفْسُ طه النبيِّ ثُمَّ أخُوهُ
وأبو الأطهَرِينَ نِعمَ البِذارُ
هو زَوجُ البتولِ اُمِّ أبيها
هو بدرُ الدُّجى به يُستَنارُ
*
يا بلاءً صَبَّ الشُّجونَ علينا
هدَّنا الفَقدُ فالرزايا كِبارُ
فلقد فاتَ قائدٌ ذو أناةٍ
واعتلى فاسِقٌ وذئبٌ سُعارُ
نَشَرَ الشرَّ حاقِداً ولِواهُ
مَخلبُ الغدرِ قاطعٌ بتّارُ
جلَّ رِزْءاً بأنْ يُغالَ وَصيٌّ
طاهرُ النفسِ ما عليهِ غُبارُ
وبِبَيتِ اللّطيفِ يُضرَبُ عبدٌ
زاهدٌ .. في خُشُوعهِ الإقرارُ
ويُنادي الشقِيُّ: "لستَ مُطاعاً"
ثمّ تُـدمى محاسنٌ أنوارُ
زمرةُ المارقينَ ضلُّوا مِراراً
وهمُ اليوم لعنَةٌ واندِحارُ
جعلوا القتلَ للأنامِ شِعارا
حيثُما استوطنوا فثَمَّ انفجارُ
*
يا حبيبَ الإلهِ في كلِّ حينٍ
يا فتى خيبرٍ بَكاكَ الفِقارُ
كنتُّ دِرعَ الرّسُولِ يومَ الدواهي
في حُنينٍ لمَّـا بَدا الإدبارُ
رحِمَ اللهُ عِتْرةَ الطُّهرِ طه
فلقدْ أخلصوا ونَهجاً أنارُوا
وهُمُ الخيرُ للأنامِ وَرِدْءٌ
منبعُ الغيثِ غادقٌ مِدرارُ
وهمُ جُنَّةٌ من التّيهِ حتمَاً
ومَلاذُ الهُدى بِهِم يُستجارُ
فسلامٌ على قِبابٍ حوتْهُم
طاهراتٍ يُسعى إليها تُزارُ
تغمُرُ الخَلقَ بالغَوالي عَطاءً
عَظُمَتْ أقبُـرٌ إليها يُشارُ
حسبُنا وُدُّنا عَليّاً إماماً
وعليهِ السلامُ مِنّـا الكِثارُ
طِبْتَ حيّاً وميّتاً يا إمامِي
إنّكَ المَجدُ فخرُهُ الإبهارُ
يا شهيدَ المحرابِ شِعري زهيدٌ
في خُلودٍ حَفّتْ بهِ الأسرارُ
بقلم : حميد حلمي زادة
18 شهر رمضان 1438
13 يونيو/حزيران 2017