سلوني قبل أن تفقدوني !!
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٤٣)النحل
عن الأصبغ بن نباتة قال :
لما جلس الإمام علي عليه السلام في الخلافة وبايعه الناس خرج إلى المسجد فصعد المنبر ثم قال : يامعشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني !
فقام إليه رجل من أقصى المسجد متوكئا على عصاه فلم يزل يتخطى الناس حتى دنا منه فقال :
ياأمير المؤمنين دلني على عمل أنا إذا عملته نجاني الله من النار , قال له :
اسمع ثم افهم ثم استيقن , قامت الدنيا بثلاثة :
بعالم ناطق مستعمل لعلمه وبغني لايبخل بماله على أهل دين الله وبفقير صابر.
فإذا كتم العالم علمه , وبخل الغني , ولم يصبر الفقير فعندها الويل والثبور ، وعندها يعرف العارفون بالله أن الدار قد رجعت إلى بدئها أي الكفر بعد الإيمان.
أيها السائل فلا تغترن بكثرة المساجد وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتى.
أيها السائل إنما الناس ثلاثة :
زاهد وراغب وصابر.
فأما الزاهد فلايفرح بشيء من الدنيا أتاه ، ولايحزن على شيء منها فاته , وأما الصابر فيتمناها بقلبه ، فإن أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها , وأما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أم من حرام.
قال له الرجل : يا أمير المؤمنين فما علامة المؤمن في ذلك الزمان ؟
قال ينظر إلى ماأوجب الله عليه من حق فيتولاه وينظر لما خالفه فيتبرأ منه وإن كان حميما قريبا.
قال الرجل : صدقت والله ياأمير المؤمنين.
ثم غاب الرجل فلم نره فطلبه الناس فلم يجدوه فتبسم الإمام علي عليه السلام على المنبر ثم قال : ما لكم ! هذا أخي الخضر عليه السلام.
---------------۞﷽۞--------------
⚘اللهُمَّ صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد⚘