الحمدُ لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا، أنزله قيّمًا يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرًا حسنًا، ما كثين فيه أبدًا، وينذر به قومًا لدًّا خصمين حججًا، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة ينال بها مُخلصها من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيقٍ مخرجًا، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله أقوم الناس في عبادة الله وأشدّهم منهجًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه المنتجين ومَن بهداهم اهتدى، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أيها الناس، إن هذه الموعظة التي جاءتكم من ربكم هو كتاب الله وما تضمنه من أخبار صادقة نافعة وأحكام عادلة مُصلحة للخلق في دينهم ودنياهم؛ إن هذا القرآن موعظة يتّعظ بها العبد فيستقيم على أمر الله ويسير على نهجه وشريعته، إنه شفاء لِمَا في الصدور -وهي: القلوب- شفاء لها من مرض الشكِّ والجحود والاستكبار عن الحق وعلى الخلق، إنه شفاء لِمَا في الصدور من الرياء والنفاق والحسد والغِلِّ والحقد والبغضاء والعداوة للمؤمنين، إنه شفاء لِمَا في الصدور من الهمِّ والغَمِّ والقلق، فلا عيش أطيب من عيش المتّعظين بهذا القرآن المهتدين به،