البث المباشر

من هو منقذ الأستراليين الذي لم يره الإعلام الغربي؟

الأربعاء 24 ديسمبر 2025 - 14:02 بتوقيت طهران
تنزيل

فيديوكاست- إذاعة طهران: فيديوكاست خاص يتحدث عن حادث إطلاق النار في أستراليا وطريقة سرده في وسائل الإعلام الغربية لتحويله إلى قضية أمنية إسرائيلية فيما يخص "معاداة السامية"، والتهديد العالمي.

حسب رأيي أن السؤال ليس ما حدث في أستراليا.

السؤال هو:

"لماذا تحولت هذه الحادثة إلى قضية أمنية إسرائيلية؟"

بدأت القضية بحادثة محلية؛ حدث لم يكن غير مسبوق في سياق الأمن الداخلي الأسترالي.

ما جعل الحادث يتصدر عناوين الإعلام الغربية'>وسائل الإعلام الغربية لم يكن الحادث نفسه، بل طريقة سرده.

في الساعات الأولى، وقبل اكتمال التحقيقات الرسمية بهذا الشأن، تم تأطير تصرفات مطلقي النار بسرعة في سياق "التهديدات الإسلامية" و"التطرف الإسلامي".

تجاوزت العناوين الرئيسية البيانات، وحلت الافتراضات محل الواقع.

في غضون ذلك، تم شطب حقيقة أساسية من السرد نوعا ما.

المنقذ الرئيسي للحادث هو أحمد الأحمد، وهو مسلم سوري، الذي تدخل بشكل مباشر واشتبك مع المسلحين، مما أنقذ الأرواح ومنع انتشار الكارثة.

لم يكن هذا التناقض مُرضيا للسرد العام لأن بطل الحادث جاء من نفس الهوية التي كان من المفترض أن تكون مصدرا للتهديد.

كانت النتيجة واضحة:

"تم تهميش اسمه، وظل تركيز وسائل الإعلام منصبا على وضع العلامات".

بدلًا من دراسة السياقات الفردية، الاجتماعية والمحلية للحادث، سارعت وسائل الإعلام إلى عزل السرد عن أستراليا وربطه بإسرائيل.

تكررت مفردات مثل "معاداة السامية"، "التهديد العالمي" و"سلامة الإسرائيليين" بشكل متناغم.

كما أنه يمكن لأي حادثة في أي مكان بالعالم أن تكون وسيلة لإعادة إنتاج صورة تل أبيب كضحية.

الحقيقة هي أنه بعد حرب غزة، تراجعت المصداقية الأخلاقية لإسرائيل بشكل كبير في الرأي العام الغربي.

قد تحدّت تقارير الأمم المتحدة، صور الدمار والاحتجاجات الطلابية الواسعة، نطاق السرد الرسمي بشكل جدي.

في مثل هذه الأجواء، يتحول أي حادث يمكن أن يصرف الانتباه عن غزة ويخلق شعورا بالتعاطف، إلي فرصة إعلامية.

في مثل هذه الظروف، لا يكون السؤال الرئيس "عن ما حدث"، بل أن الأمر يتعلق بـ "أي جزء من الواقع سُمح برؤيته وأي جزء تم تجاهله عمدا".

الإجابة على هذا السؤال، تكشف أكثر من أي شيء آخر عن علاقتنا بالسلطة، الإعلام والذاكرة الجماعية.

الذاكرة التي إن لم نراقبها، يمكنها أن تظهر الضحية للجمهور بدلا عن مكان المعتدي مرة أخري.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة