أليس من الغريب؟
أميركا تحارب دائما الإرهابيين الذين يبدو أنهم "عملوا" سابقا في أحد مشاريعها.
لفهم هذا الحدث، علينا العودة إلى عام 2003.
عندما قامت الولايات المتحدة، بعد احتلال العراق، بتفعيل ما لا يقل عن 10 سجون في جميع أنحاء البلاد.
أريد أن أروي لكم اليوم قصة أحد هذه السجون ، أي "سجن بوكا".
سجن كان فيه أكثر من 26 ألف شاب من دون محاكمة ومن دون ملف ومن دون إجراءات قضائية.
مساحة مغلقة حيث كان للعناصر الأكثر تطرفا أكبر قدر من الحرية.
بحسب قناة الجزيرة، يقول أحد السجناء السابقين:
"كان المتطرفون أحرارا في تدريب الشباب وتجنيدهم هناك".
باختصار، أصبحت بوكا "كلية إرهابية".
والنتيجة؟
وفقا لتقارير من صحيفتي واشنطن بوست والغارديان، فإن ٦٨٪ من قادة داعش كانوا متواجدين في بوكا.
أبو بكر البغدادي، حجي بكر، أبو أيمن العراقي، أبو عبد الرحمن البيلاوي، وغيرهم.
لكن المفاجأة الأكبر جاءت لاحقا.
بينما قضى العديد من سجناء أبو غريب وغوانتانامو سنوات في السجن دون محاكمة رسمية، تم إطلاق سراح الأشخاص الذين لديهم القدرة على قيادة داعش مع تصنيفهم على أنهم "تهديد منخفض".
من بينهم أحمد الشرع، وهو نفس الشخص الذي نعرفه باسم الجهادي "أبو محمد الجولاني"، والذي وضعت أمريكا مكافأة مالية لمن يُدلي بمعلومات عنه.
شخص أصبح الآن رئيسا لسوريا، ويلتقي ترامب في البيت الأبيض، ويلعب حتى كرة السلة مع قوات الجيش الأمريكي.
هذه الصورة توضح أمرا واحدا:
"سجن بوكا" هو أحد رموز السياسة الأمريكية في العالم.
دورة تقوم فيها أمريكا بإنشاء مجموعات إرهابية، ثم تشن حربا ضدها، وفي نهاية المطاف تصافح نفس الوجوه بيد الصداقة.