البث المباشر

البترودولار .. السعودية ودعم إسرائيل

الأربعاء 5 نوفمبر 2025 - 10:35 بتوقيت طهران
تنزيل

فيديوكاست- إذاعة طهران: فيديوكاست خاص يتحدث عن إنشاء نظام اقتصادي يربط الاقتصاد العالمي بالدولار الأمريكي، لكنه في الواقع يشكّل الركيزة المالية والعسكرية لدعم إسرائيل.

بعد حرب أكتوبر عام ١٩٧٣، أدركت واشنطن أنه من غير الممكن مواصلة الدعم غير المشروط لإسرائيل من دون خلق درع اقتصادي عالمي.

لقد أدى حظر النفط العربي إلى شلل الاقتصاد الأمريكي، فقد تضاعفت أسعار النفط أربعة أضعاف في غضون بضعة أشهر، وكان الغرب على وشك الركود.

بدأ الدولار، الذي انفصل مؤخرا عن دعمه بالذهب، في الانخفاض.

وأما القرارات الاقتصادية التي تم اتخاذها في البيت الأبيض لم تترجم على أرض الواقع إلا في ظل النفط العربي.

في خضم هذه الظروف، قررت إدارة نيكسون ابتكار طريقة جديدة لإنقاذ الدولار وإسرائيل معا:

نظام يُسمى "البترودولار".

في عام ١٩٧٤ وفي مفاوضات سرية مع فهد بن عبد العزيز، وضع هنري كيسنجر وويليام سيمون أسس هذا الاتفاق.

بموجب هذا الاتفاق، تعهدت المملكة العربية السعودية ببيع نفطها مقابل الدولار الأمريكي فقط، وأن تستثمر العائدات في البنوك الأمريكية وسندات الخزانة.

وفي المقابل، تعهدت الولايات المتحدة بحماية أمن الأسرة السعودية بشكل كامل، وزودت البلاد بأحدث الأسلحة.

كان هذا الاتفاق اقتصاديا في ظاهره، لكنه في الواقع شكّل الركيزة المالية لدعم إسرائيل.

ومنذ ذلك الحين، أضطرت كل دولة تحتاج إلى النفط كمصدر للطاقة إلى تخزين الدولار.

وهذا يعني أن العالم أصبح، لا إراديا، داعماً للعملة الوطنية الأمريكية، وداعماً غير مباشر لإسرائيل عسكريا وماليا.

في الظاهر انتهى الحصار العربي؛ لكن في باطن الأمر، فقدت المملكة العربية السعودية استقلالها الاقتصادي، وأصبحت السيطرة على عائداتها النفطية حبيسة النظام المالي الأمريكي.

ومنذ ذلك الحين، لم تعد واشنطن بحاجة إلى خوض حرب لدعم إسرائيل، بل كان يكفيها التحكم في تدفق الدولارات وتنظيم سعر النفط، ومطالبة الرياض بلعب دور محوري لـ "توفير الطاقة العالمية" ووبالتزامن مع ذلك "تحقيق ضمان أمن إسرائيل".

في مقابل لضمان عرشها، أصبحت السعودية المحرك المالي للإدارة الأمريكية.

فلم يقتصر دور البترودولار على ربط الاقتصاد العالمي بالدولار، بل وضع أيضا سياسات دول غرب آسيا في فلك المصالح الإسرائيلية.

لا تزال هذه التبعية قائمة حتى يومنا هذا، إذ تسعى بعض الدول أيضا بشكل غريب، إلى زيادتها.

قبل فترة، طرح نتنياهو خطته المثالية لتحقيق إسرائيل الكبرى، وبالمناسبة، فإن جزءا من المملكة العربية السعودية يكون ضمن هذه الخطة.

لا نزال نسمع مجددا في هذه الأيام همسات بشآن تطبيع العلاقات السعودية مع العدو الصهيوني الذي أعلن نيته احتلال هذا البلد.

لا ندري هل نضحك على هذه النكتة التاريخية أم نكتفي بالنظر إليها فقط؟.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة