ويُجسّد هذا اليوم ثلاثة أحداثٍ مفصلية في تاريخ نضال الشعب الإيراني: تبعيد الإمام الخميني (قدس سره) عام 1343 هـ.ش، استشهاد عدد من الطلبة في مواجهة النظام البهلوي عام 1357 هـ.ش، والسيطرة على وكر التجسس الامريكي عام 1358هـ.ش، وهو الحدث الذي وصفه الإمام الراحل بـ"الثورة الثانية" التي أسقطت الهيبة الزائفة لأمريكا وكشفت وجهها الاستعماري أمام العالم.

وفي محافظة البرز، انطلقت مسيرات حاشدة شاركت فيها مختلف شرائح المجتمع، يتقدّمها الطلبة والتلاميذ، إحياءً لذكرى الشهيد الفتى محمد حسين فهميده، رمز الفداء والإيمان، الذي قال فيه الإمام الخميني: "قائدنا ذلك الطفل الثالث عشر عاماً"، تعبيراً عن عظمة روحه وجهاده في سبيل الله والوطن.

وخلال المراسم، أكد آية الله السيد محمد مهدي حسيني همداني، ممثل الولي الفقيه في المحافظة وإمام جمعة كرج، أنّ يوم ۱۳ آبان هو "يوم البصيرة والمواجهة مع نظام الهيمنة"، مشدداً على ضرورة نقل حقائق هذه الأحداث إلى الأجيال الجديدة بأسلوب مؤثر وأملٍ متجدد.

وأوضح سماحته أنَّ الولايات المتحدة ما زالت تواصل سياساتها العدوانية ضد الشعوب، مؤكداً أن شعار «الموت لأمريكا» ليس مجرد هتاف، بل هو "بيانٌ عقائديّ وسياسيّ يجسد روح الثورة ورفض التبعية"، مضيفاً: "أمريكا التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، تدعم اليوم الكيان الصهيوني في مجازره ضد أطفال غزة، وهذا يكشف جوهرها الحقيقي وعداءها للبشرية."

كما أشار إلى أن المشاركة الواسعة للشعب الإيراني في فعاليات هذا اليوم تمثل "رداً عملياً على مؤامرات الأعداء ومحاولاتهم لتشويه مبادئ الثورة الإسلامية"، مؤكداً أن الأمة الإيرانية "ستبقى وفيةً لنهج الإمام الخميني (ره) وتوجيهات قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (دام ظله)".

من جانبه، قال مدير عام التربية والتعليم في محافظة البرز فرزاد شعباني إنّ الطلبة الإيرانيين اليوم يواصلون درب الشهداء بإيمانٍ راسخ، مشيراً إلى أن قراءة وصايا الشهداء ومعرفة سيرتهم تُعمّق في الجيل الجديد روح التضحية والولاء للقيادة.

وأضاف: "أحداث المنطقة اليوم، وخاصة في غزة، تذكّر العالم بأن روح المقاومة التي انطلقت من طهران قبل أكثر من أربعة عقود ما زالت حيّة، وأن مدرسة الثالث عشر من آبان هي التي أنبتت أجيالاً لا تخشى الاستكبار ولا تركع إلا لله."

ويُعدّ يوم ۱۳ آبان رمزاً خالداً في مسيرة الثورة الإسلامية، وعنواناً لوحدة الشعب الإيراني في مواجهة قوى الهيمنة والاستعمار، ورسالةً دائمة بأن إرادة الأمة أقوى من كل مؤامرةٍ وحصار.