"أماه!

لا تخيفيني من عاشوراء

لا تواسيني بِكربلاء

عاشوراء هنا!

كربلاء هنا!

إذا تجَرأ أحدهم على إضرام النارِ في بيت ابنة رسول الله (ص) ولم يمض على رحيله سوى أيام فإن أبناءهم يتجرأون على إضرامِ النار في خيام ذرية النبي.

لست طفلة يا أماه!

السيوف التي تشهر في كربلاء في وجه أخي، هي من صنع ورشة السقيفة.

انعقدت نطفة معسكرِ ابنِ سعد في مشيمة السقيفة.

لو لم يبق علي هنا وحيدا، لما بقي الحسين في كربلاء موتورا!

ربما يريد الله أن يدربني لكربلاء لكي أرعى قافلة الأسرى."

هذا صوت جبل الصبر، زينب الكبرى (عليها السلام) حفيدة رسول الله، التي لم ينفد صبرها.

ربما لديها إعداد أو تدريب مسبق لكربلاء، ولكنه تدريب أصعب من السباقِ.

مَن مِن أهل كتاب أساء الأدب أو احتقر ابنة نبيه بعد ثلاثة أيام من رحيله؟

إذ يضربونها ويضرِمون النار في بيتها.

قصة مليئة بالحزن والجرح الدفين، تكشف الآن أسرارها.

يقطر هذه المرة صوت مظلومية أم أبيها من حنجرة "السيد مهدي شجاعي"، الكاتب المحترف، على لوح الدفتر الأبيضِ.

ما يكتبه هو تاريخ مليء بمظلومية أصحاب الكساء.

أصحاب الكساء الذينَ يعجز رسول الله عن تعريف مقامهم، فتساعده ابنتُه فاطمة:

"اللهم صل على فاطمة وأبيها..."

ربما من الأفضل أن نعرف المزيد عن مؤلف الكتاب ومكانته الخاصة في الأدب الإيراني المعاصرِ، وخاصة الأدب الديني.

لقد قدم أسلوبا جديدا في الأدب الديني من خلال رؤيته العميقة، وأبحاثه الواسعة، ونوع الرواية، وزاوية الرؤية، واللغة المختلفة، والنثر الشعري.

لقد خلق أسلوبا جذابا وجديدا في الأدب المعاصر، وخاصة الأدب الديني، في خلق الأعمالِ الأدبية.

"السفينة الراسية"، "الشمس في الحجاب"، "الأب، الحب والابن"، "ساقي الماء والأدب"، "الديمقراطية أم الديموقراضة"، وعشرات الروايات الأخرى، هي أعمال تتجسد فيها المؤشرات المذكورة في قصصه.

إنَّ مراعاة الجاذبية القصصية وفي الوقت نفسه الاهتمام بالوثائق التاريخية جعل أعمال هذا الكاتب تحقق مبيعات بمئات الآلاف من النسخ وقد ترجمت إلى اللغتين الإنجليزية والعربية.

من سماته الخاصة استخدام قوالب أدبية مختلفة وبطريقة فنية مثل القصة القصيرة، الرواية، المسرحية، السيناريو، المقطوعات الأدبية، الهزل وقصص الأطفال والناشئين (تأليف وترجمة) ...

أما عن هذا الكتاب:

فقد قيل الكثير فيه عن حياة وسيرةِ ابنة النبي الأكرم (ص)، ولكن لم يتمكن أحد من أداءِ حقها.

مثل ذلك كنافذة الغرفة التي تنقل نور الشمس فقط بمقدار سعتها وليس بِقدر الشمس.

في "السفينة الراسية"، يروي السيد مهدي شجاعي تاريخا موجزا لحياة أهل بيت العصمة والطهارة، وخاصة الوجود المقدس لأم أبيها، بلغة سلسة ونثر بليغ على لسان أهل البيت أنفسهم والسيدة الزهراء (عليها السلام)، وهكذا يغوص أيضا في عمق التاريخ، ويدمج التقويم الزمني لحياة السيدة الزهراء (عليها السلام) القصيرة مع تاريخ الإسلام، ويرويه في قالب قصة جذابة لجمهوره.

بالطبع، في نهاية كتابه، أرفق مصادر مختلفة لأهل السنة لتوثيق الأحداث الواردة في القصة.

تمكن شجاعي في قصته المكونة من مئتي صفحة من تصوير أيام حياة السيدة الزهراء (عليها السلام) بأحوالها وظروف زمانها المتقلب، من الولادة حتى شهادتها بشكل جيد.

تم نشر هذا الكتاب من قبل دار "كتاب نيستان" للنشرِ.

وفي عام ألفين وخمسة وعشرين أعيد طبعه للمرة الستين، وحتى الآن بيع أكثر من ستمائة ألف نسخة منه.

نَشرت دار الحضارة الإسلامية في لبنان هذا الكتاب بترجمة "عقيل البندر" بعنوان "السفينة الراسية" باللغة العربية في عام ألفين وأربعة وعشرين للمرة الثالثة.

تتضمن "السفينة الراسية" أربعة عشر فصلا منفصلا وفي الوقت نفسه مسلسلا ومترابطا من الناحية التاريخية.

في كلِ فصل، يحلّل الراوي القصة من زاوية رؤيته الخاصة، ويكشف عن الأحداث من قبل ولادة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) إلى ما بعد شهادتها.

راوي الفصلِ الأولِ هو النبي، وراوي الفصلِ الثاني هو خديجة، ورواة الفصول اللاحقة هم شخصيات أخرى.

في هذه القصةِ الطويلةِ، الزمن هو الحاضر؛ أي اللحظات الأخيرة من حياة السيدة الزهراء المباركة، ويأتي الرواة واحدا تلو الآخر إلى جانبها ويستعرضون الماضي.

في هذه العودة إلى الماضي، تتم دراسة حياة ابنة خاتم النبيين (صلى اللهُ عليه وآله) بترتيب الأحداث والوقائع في ذلكَ الوقت.

دعني أقرأ لكَ جزءا من الكتاب:

... كنت أنا والحسين مضطجعين على فراش المرض، وكنت أنت وأبي تحومان حولنا كالفراشات وتداوياننا.

جاء النبي لزيارتنا وقال لك:

- أنذرا لشفاء هذين الطفلين.

قلت أنت وأبي علي:

- ننذر لشفاء هذين النورين من أعيننا، لنصوم ثلاثة أيام متتالية.

فَتحت أنا والحسين أعيننا المريضة وقلنا:

- نحن أيضا نصوم ثلاثة أيام. وتَذّوقنا مُسبقًا حلاوة ثلاثِ قبلات من شفاه النبي المباركة.

لقد شفينا بفضل اللهِ ودعائكما، وبدأ اليوم الأول من أداء النذر.

كان وقت الإفطار، كنا جالسين حول المائدة حتى يأتي أبي من المسجد...

﴿وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا 8 إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمۡ جَزَآءً وَلَا شُكُورًا 9﴾ [سورة الإنسان].

نقدم لكم هنا أبرز الكتب الإيرانية التي تكون متاحة "بين يديك" للشراء والقراءة.

ويمكنكم شراء رواية "السفينة الراسية" عبر:

https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb388466-385736&search=books

+

https://dar-alhadarah.com/book/87/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9