عندما ينصب حائك السجاد منسج النّول، ويضع خيوط الألوان في أكياس منفصلة بجانبِها، لا أحد يَعلم ما يدور في ذهنِه. شيئا فشيئا، وبصبر ومهارة فائقة، ينسج غرز السجادة خيطا بخيط، ويتقدَّم في عمله.
خيوط قصيرة وملونة تلتقي بدقة وتضاف صفا تلو الآخر. كلّ خيط له لون، ويجتهد ليجلس بجوارِ الخيوطِ الأخرى، ويستقرّ في مكانه بضربة قوية. يبدو أن الانفصال عن الكيسِ، والجلوس بجانب الألوانِ الأخرى، والتآزر معها، وتَلقي الضربات لزيادةِ الثبات، هو أمر محتوم لكلّ خيوط السجادة، حتى تبدع نقشا فاتنا وجميلا ويبقى خالدا.
مثل المجتمع الإيراني مثل حياكة السجاد، والتي تمثل فنا إيرانيا أصيلا.
المجتمع الإيراني، بكلّ ألوانه وطوافِه ومذاهبه، عندما أراد أن يظهر تصميما جديدا على منسج إيران، خرج من ذاته، وأَظهر استعداده، واصطف جنبا إلى جنب، وسلّم نفسه لقيادته، ليشكّل نقشا خالدا.
رواية نهضة المجتمع الإيراني وثورة إيران، وحركتِها، ليست عادية!
الآن، دعونا نرى الثورة الإيرانية من وجهة نظر الآخرين.
- "آية الله الخميني وضع الغرب أمام أزمة تخطيط خطيرة. كانت قراراته رعدية لدرجة أنّها سلبت السياسيين والمُنظّرين السياسيين فرصة أيّ تفكير أو تخطيط.
لم يتَمكن أحد من التنبؤِ بقراراتِه مسبقًا. كانَ يَتحدث ويَفعل بمعايير أخرى غير المعايير المتعارف عليها في العالم، وكأنه يستلهِم من مصدر آخر. كانت معارضة آية الله الخميني للغرب نابعة من التعاليم الإلهية."
ترى، من قائل هذه الجملة؟
هل هو أحد القادة السياسيين الإيرانيين؟ كلا.
هل هو أحد الزعماء المسلمين والشيعة؟ كلا.
هذه الجمل جرت على لسان رجل الدولة الأمريكي الشهير والخبير هنري كيسنجر.
لم تخرج إيران بعد من ثورتها الكبرى وتحولاتها، حتى اشتبكت في حرب. لم تمر سنوات قليلة على الحرب حتى بدأت العقوبات. لسنوات وهي تحت الضغط والحصار والتهديد بالحرب. الكل يتآمر ويتكالب ليقولوا للإيرانيين: "أنتم غير قادرين!"
والآن، أصبحت النتيجة عكسية تماما!
دعونا نسمع ما تقوله مجلة "ساينس" العلمية عن إيران:
"تقدّم إيران في ذروة العقوبات مذهل"
"مع نشر تقرير، تمّت الإشادة بتسجيل أول صورة فلكية بواسطة تلسكوب "مرصد إيران الوطني" الذي يبلغ قطره أربعة فاصل ثلاثة أعشار المتر، ووصف بناء هذا المشروعِ الضخمِ في ظِلّ الظروف الإيرانية للعقوبات بأنه مذهل يفوق الخيال، ودليل على تقدّم العلوم الهندسية للعلماء الإيرانيين."
واليوم يريدون كبح قدرات إيران، يريدون تقليل دورها في تحولات المنطقة، يريدون منع انتشار نفوذها وقدراتها، يريدون أنْ تتأخر ولا تتقَدّم أكثر من هذا، يريدون أنْ تخضع ولا تكون نموذجا للبلدانِ الأخرى. إنّها رواية عجيبة!
"يعجب الزراع ليغِيظ بِهِم الكفّار وعد اللّه الّذين آمنُوا وعملوا الصّالحات منْهُمْ مغفرَة وأجرا عَظِيما"
الآن، دعوني أَقل لكم عبارة من أحد الأعداء المُحتلينَ، ربّما تَعرفون "يوزي روبين"، المدير الأسبق لبرنامج الصواريخ الدفاعية الإسرائيلي:
"هذه المعَدات الصاروخية إنجاز هَندَسيّ عظيم للإيرانيينَ. إنها ليست نسخة طبق الأصل. أنا شخصياً، أَرفع قبّعتي لهم احتراما، للأشخاصِ الذينَ قاموا بهذا العمل وأبدهم احترامي. "
إنّ كتاب "أمواج الهمم" يظهر جانبا من رواية تقدّم إيران الإسلامية، التي استطاعت أن تتجاوز العقبات، وتتغلّب على النقصِ، وتحقّق استقلالَها.
هذا الاستقلال هو ثمرة الجهودِ المُضنية والدماء الزكيّة للعديدِ من الشهداء. إنّ الأمل بالله، واستخدام المواهب الربانية، والعزيمة الفولاذية، كلّ ذلك قد أَظهر مسار تقدّمهم، وبقوة وإرادة لا مثيل لها، و هم لا يتوقفونَ عن الحركةِ.
في هذا الكتاب، يتحدَّث كلّ فرد من كل طبقة وبكل ما لديه من إمكانية عن تقدّمه في مجالات مختلفة، ويرسم نموذجا للخِطة والرؤية الشاملة لإيران الإسلامية. التقدّم الطبيّ، النوويّ، النانو التكنولوجي، العسكري، والعديد من المجالات الأخرى التي تصنف إيران اليوم من الأفضل فيها.
قدّم الباحثون خلاصة ثلاث سنوات من المقابلات والتحقيقات المكثّفة من الإدارةِ والجهود الجبارة المخلصة التي أَكّدت صحة عبارة : "إنَّنا قادرون !" في مختلف المجالات.
تمت ترجمة كتاب "أمواج الهمم" مؤخرا بواسطة السيدة "زينب دقيق"، وطبِعت في دار "الحضارة الإسلامية".
⬅️ نقدم لكم هنا أبرز الكتب الإيرانية التي تكون متاحة "بين يديك" للشراء والقراءة
✅ يمكنم شراء رواية "أمواج الهمم" عبر:
https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb411065-410430&search=books
و
https://dar-alhadarah.com/book/124/%D8%A3%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%85%D9%85