البث المباشر

منظمة شنغهاي ودور إيران

السبت 13 سبتمبر 2025 - 08:47 بتوقيت طهران
تنزيل

فيديوكاست- إذاعة طهران: فيديوكاست خاص يتحدث عن إنشاء تحالف إقتصادي مهم تحت عنوان "منظمة شنغهاي للتعاون" ودور إيران المؤثر في بناء عالم لا يتمحور حول أمريكا.

هل يعيدُ التاريخُ نفسَه؟

في قديمِ الزمان، سَقطتْ روما وبَلغَتْ بيزنطةُ الذروةَ.

هل حانَ دورُ أمريكا لِتنزِلَ من القمةِ وأنْ يَعودَ الشرق لِيبنيَ حضارةً من جديد؟.

بعدَ انهيارِ الاتحادِ السوفيتي، وَجدتْ أمريكا نفسَها وحيدةً في الميدان. لكنَّ الصينَ وروسيا، بهدوءٍ وبشكلٍ محسوبٍ، بدأتا مشروعاً ضخماً:

وهو: "بناءُ عالمٍ لا يتمحورُ حولَ أمريكا".

كانتْ منظمةُ شنغهاي للتعاونِ في البدايةِ مجردَ ميثاقٍ أمني، لكنَّها اليومَ أَصبحتْ منصةً حضاريةً للشرقِ.

أَنشأَ أعضاؤُها التسعةُ الأساسيونَ وأكثرُ من عشرينَ شريكاً ومراقباً شبكةً تُغطي ما يُقاربُ ثُلُثَيْ سكانِ العالم.

هذا ليسَ مجردَ تحالفٍ سياسي؛ إنَّه نوعٌ من إعادةِ بناءٍ هَيمَني.

الصين باقتصادٍ يَبلُغُ ثمانيةَ عشر تريليون دولار، وروسيا بقوةٍ عسكريةٍ وطاقيةٍ، والهندُ بسوقٍ وسكان، وإيران بموقعٍ جيوسياسيٍّ ومواردِ طاقةٍ هائلةٍ.

تُضفي إيرانُ ثقلًا جيوسياسياً على هذه المعادلةِ. طريقٌ سريعٌ يَربِطُ الخليج الفارسي بآسيا الوسطى والصين.

طرقُ نقل لا تَكتَملُ بدونِ إيران؛ وطاقةٌ يُريدُ الغربُ فرضَ عقوباتٍ عليها، لكنَّ الشرقَ بحاجةٍ إليها.

في المقابلِ، تَستفيدُ طهرانُ من المظلةِ السياسيةِ والاقتصاديةِ لشنغهاي كوسيلةٍ لتجاوزِ العقوباتِ والدخولِ في شبكةٍ لا تَستطيعُ واشنطنُ السيطرةَ عليها.

منطقُ هذا التحالفِ واضحٌ جداً؛ لم تَعُدْ أمريكا قادرةً على أنْ تَكونَ "حارسةَ النظامِ العالمي" بالعقوباتِ والرسومِ الجمركيةِ والحروبِ بالوكالةِ.

هذه هي الفجوةُ التي يَسُدُّها الشرقُ.

تايوان، وبحرُ الصين الجنوبي، والحربُ التجاريةُ، والعقوباتُ التكنولوجيةُ ليستْ سوى أمثلةٍ قليلةٍ على ساحاتِ المعارك.

القضيةُ الحقيقيةُ هي إعادةُ توزيعِ القوةِ العالميةِ. منظمةُ شنغهاي للتعاونِ أكثرُ من مجردِ كتلةٍ إقليميةٍ.

يَبدو لي أنَّها علامةٌ على أنَّ الحضاراتِ القديمةَ تُحاولُ العودةَ من جديد.

إذا كانَ القرنُ العشرون قرنَ أمريكا، فمِنَ المُرَجَّحِ أنْ يَكونَ القرنُ الحادي والعشرون قرنَ عودةِ الشرقِ.

ما رأيُك؟.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة