البث المباشر

تقرير: أمريكا فشلت في تركيع الجمهورية الإسلامية

الثلاثاء 19 أغسطس 2025 - 16:28 بتوقيت طهران
تقرير: أمريكا فشلت في تركيع الجمهورية الإسلامية

أقرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية في تقرير لها بأن سياسة واشنطن للضغط القصوى لم يتمكن من إجبار إيران على الاستسلام فحسب، بل أصبحت الجمهورية الإسلامية قوةً أكثر نفوذا في المنطقة عبر مقاومتها وتعزيز قدراتها النووية والصاروخية.

اعترفت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية في تقرير تحليلي بأن سياسة "الضغط القصوى" التي تنتهجها واشنطن ضد الجمهورية الإسلامية لم تفشل في إجبار إيران على التراجع فحسب، بل تمكنت طهران أيضاً من تعزيز قدراتها الرادعة خلال هذه الفترة وأصبحت قوة مؤثرة في المنطقة وحتى على الساحة العالمية.

ووفقاً لهذا التقرير، فإنه إثر ضغوط داخلية في الولايات المتحدة وإصرار الكيان الصهيوني وبعض الحكومات العربية، أعلن دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق النووي عام 2018، بافتراض أن إيران ستُجبر على إعادة المفاوضات تحت وطأة العقوبات المُرهقة.

لكن ما حدث كان عكس هذا التوقع:

"فقد تمكنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من الحفاظ المستمر على اقتصادها، تسريع برنامجها النووي، وتنشيط شبكتها الإقليمية من خلال استراتيجية الصبر والمقاومة".

كما أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي قلص مدة نجاة إيران النووية من أكثر من عام إلى بضعة أسابيع فقط. وفي الوقت نفسه، كثفت فصائل المقاومة في العراق وسوريا واليمن والمنطقة عملياتها ضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها. وكان الهجوم على منشآت بقيق النفطية في السعودية وإطلاق الصواريخ اليمنية على السعودية والإمارات مثالين على هذه التطورات.

ووفقًا لهذه الوسيلة الإعلامية الأمريكية، فإن حتى اغتيال الولايات المتحدة لقائد قوة القدس، الجنرال قاسم سليماني، في يناير/كانون الثاني 2020 لم يُجبر الجمهورية الإسلامية على التراجع، وأن رد إيران الصاروخي على قاعدة عين الأسد كشف عن الضعف الأمريكي.

كما تعترف المجلة الأمريكية هذه بأن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وجّه رسالة واضحة إلى طهران مفادها أن الولايات المتحدة دولة غير موثوقة، وليس هناك ما يضمن عدم إلغاء أي اتفاق مع إدارة أمريكية من قبل الإدارة التالية.

لذلك، بدلًا من الاعتماد على اتفاقيات مؤقتة، ركزت الجمهورية الإسلامية على تعزيز ردعها النووي والصاروخي والطائرات المسيرة؛ لدرجة أن المسيرات الإيرانية تُعرف اليوم بأنها واحدة من أكثر أسلحة الحرب فعالية في العالم.

ثم قدمت هذه المجلة حلاً في الجزء الأخير من تقريرها، مشيرة إلى هذه القضايا.

تؤكد هذه المجلة الأمريكية أيضا في جزء آخر من تقريرها:

"من الواضح الآن أن الضغوطات والعقوبات وحدها لا تكفي لإجبار إيران على الاستسلام. كما لا تستطيع طهران ضمان أمن ورفاهية شعبها بالاعتماد فقط على المقاومة".

ووفقًا لمؤلفي هذا التقرير، قد يشمل المسار المستقبلي اتفاقيات مؤقتة ومحدودة؛ مثل وقف التخصيب فوق 60% مقابل تخفيف جزئي للعقوبات النفطية، ولكن لا "استسلام إيراني كامل" ولا "فرض إرادة الولايات المتحدة" ممكن.

ويختتم التقرير بالإشارة إلى أن:

"العلاقات الإيرانية الأمريكية قد لا تكون ودية أبدًا، ولكن سيتعين على الطرفين تعلم كيفية التعايش دون أن يكونا على شفا الحرب باستمرار. لأن مستقبل الشرق الأوسط، وحتى أمن الطاقة واستقرار الاقتصاد العالمي، مرتبط بكيفية إدارة هذه العلاقة بينهما.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة