تعكس هذه الهجمات القدرة على الردع والمواجهة رغم القيود الميدانية والإنسانية، حيث يشكل كل تصعيد إسرائيلي محفزاً جديداً لعمليات المقاومة، فيما تحاول الفصائل نقل المعركة إلى عمق مواقع الاحتلال لتعطيل قدراته الأمنية والعسكرية.
القسام وسرايا القدس يردان على اعتداءات الاحتلال بقصف مواقع قيادة له في قطاع غزة، وقوات الشهيد عمر القاسم تتمكن من الاستيلاء على مواد متفجرة تابعة للاحتلال.
تمكن مجاهدو كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بالاشتراك مع مجاهدي سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، من استهداف موقع قيادة وسيطرة للاحتلال الإسرائيلي في محيط مجمع المحاكم جنوب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وذلك بعدد من قذائف الهاون.
وأعلنت كتائب القسام أنها استهدفت أيضاً موقع قيادة وسيطرة للاحتلال عند محور صلاح الدين جنوب مدينة رفح، جنوب القطاع، بعدد من قذائف الهاون.
من جهتها، أكدت سرايا القدس استهدافها مقراً للقيادة والسيطرة تابعاً للاحتلال بقذائف "هاون عيار 60" في أرض البرعصي جنوب حي الزيتون بمدينة غزة.
كما أفادت قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية، بأن مقاتليها تمكنوا من الاستيلاء على مواد متفجرة شديدة الانفجار كان الاحتلال يستخدمها في تفجير منازل المواطنين في منطقة جباليا البلد شمال القطاع.
في السياق، عرضت كتائب شهداء الأقصى مشاهد من استهداف مستوطنة "مفتاحيم" بصاروخ من طراز "KN-103"، ما يعكس القدرة على الوصول إلى أهداف بعيدة نسبياً داخل الأراضي المحتلة.
تعكس هذه الهجمات أبعاداً استراتيجية تتجاوز الميدان، إذ تأتي في سياق تصاعد الضغط الدولي على إسرائيل بشأن سياسة الحصار والاعتداءات على المدنيين. كما تشكل رسالة إلى الأطراف الإقليمية والدولية بأن المقاومة قادرة على تصعيد العمليات والرد بشكل متناسب على الانتهاكات، ما يؤثر على حسابات الاحتلال السياسي والعسكري.
إلى جانب ذلك، يظهر التفاعل الإقليمي من خلال بيانات التضامن العربي والإسلامي، والضغط على المجتمع الدولي لممارسة دور فاعل في حماية المدنيين ووقف الانتهاكات، وهو ما يضع مزيداً من التعقيدات على الاستراتيجية الإسرائيلية في غزة.
على صعيد آخر كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تقوم منذ ستة أيام، بتسوية حي الزيتون في مدينة غزة، بالأرض، مدمّرة نحو 400 منزل حتى الآن.
وقال المرصد الحقوقي، إن “إسرائيل” تدمر حي الزيتون، أكبر أحياء مدينة غزة، وتهجّر سكانه قسراً، ضمن هجوم عسكري واسع النطاق يستهدف تدمير محافظة غزة على غرار ما جرى في محافظات رفح، وخانيونس، وشمال القطاع، والقضاء على سكانها وتهجير من ينجو منهم قسرًا، في إطار جريمة الإبادة الجماعية.
وشدد على أن “إسرائيل تنتهج سياسة مسح المدن في قطاع غزة، والقضاء على سكانها وتهجير من ينجو منهم قسرًا، في إطار جريمة الإبادة الجماعية”.
وأكد المرصد أن تصعيد “إسرائيل” للإبادة الجماعية لإحكام السيطرة العسكرية على محافظة غزة، ينذر بارتكاب مذابح جماعية غير مسبوقة بحق المدنيين”.
وصادق المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي “الكابينيت”، قبل أسبوع، على خطة لاحتلال مدينة غزة، في خطوة وُصفت بأنها الأخطر منذ بدء الحرب، وتمهّد فعلياً لتفريغ المدينة وفرض واقع استيطاني عسكري جديد، تحت ذريعة القضاء على المقاومة.
وبحسب البيان الصادر عن مكتب نتنياهو، تشمل الخطة خمس نقاط أساسية، جميعها تتجاهل المطالب الإنسانية والمدنية، وهي: نزع سلاح حماس، إعادة الأسرى الإسرائيليين، نزع سلاح قطاع غزة، فرض احتلال أمني إسرائيلي كامل، وإقامة حكومة مدنية بديلة عن حركة “حماس” والسلطة الفلسطينية.
وأثارت هذه الخطوة تجددا للانتقادات في الداخل والخارج مع تزايد المخاوف بشأن الحرب المستمرة منذ قرابة عامين.